لم تكن الأيام الأخيرة عادية في سماء الطيران المدني؛ فالعالم تابع بقلق حادثتين متتاليتين كانتا كفيلتين بتحويل الرحلات إلى كوابيس حقيقية، لولا جاهزية الطيارين وأنظمة السلامة الصارمة التي حالت دون وقوع كارثة.
في الحادث الأول، اضطرت طائرة هولندية كانت متجهة من أمستردام إلى البرازيل إلى العودة بشكل عاجل بعد تهشم الزجاج الأمامي لقمرة القيادة على ارتفاع شاهق. الطاقم رصد تشققات خطيرة في الزجاج قد تؤدي إلى فقدان الضغط داخل الطائرة، وهو أكثر السيناريوهات رعبًا على هذا الارتفاع. التحرك كان سريعًا، الإعلان عن حالة طوارئ احترازية، والعودة الاضطرارية تمت بدقة عالية، ليحطّت الطائرة بسلام وسط توتر شديد عاشه الركاب، لكن نهايته كانت مطمئنة: الجميع نجا بفضل القرار الشجاع والسريع.
وبينما لا تزال التحقيقات التقنية تبحث في سبب التهشم — ما إذا كان خللًا تقنيًا أو ضغطًا هيكليًا — أكد خبراء الطيران أن الزجاج الأمامي للطائرات مصمم لتحمل أقسى الظروف، لكن أي تصدع بسيط قد يصبح خطرًا قاتلًا إذا لم يُتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
أما الحادث الثاني فجاء ليضيف عنصر مفاجأة لا يقل إثارة: طائرة إيرباص A350 تابعة للخطوط الفرنسية تعرضت لاصطدام نادر بطائر على ارتفاع يقارب 33 ألف قدم، وهو ارتفاع يُعد من الطبقات الجوية التي نادرًا ما تصلها الطيور. الاصطدام تسبب في أضرار واضحة في مقدمة الطائرة (الرادوم)، ورغم ذلك تمكن الطيارون من مواصلة الرحلة بشكل طبيعي حتى الهبوط بأمان، دون تسجيل أي إصابات بين الركاب أو أفراد الطاقم، في مشهد يُظهر كيف يمكن للطبيعة أن تفاجئ أكثر أنظمة الطيران تطورًا.
حادثتان في توقيت متقارب… الأولى كانت يمكن أن تتحول إلى فقدان ضغط قاتل، والثانية اصطدام نادر في “السماء العليا”. وبين الخطرين، كان العامل الحاسم هو كفاءة الطواقم الجوية، صرامة بروتوكولات السلامة، وتكنولوجيا الطيران الحديثة التي أثبتت مرة أخرى أنها صمام أمان الملايين الذين يحلقون يوميًا بين القارات.
قصتان مختلفتان فوق السحاب، لكنهما تحملان رسالة واحدة:
في عالم الطيران، الثواني تصنع الفارق، والجاهزية تنقذ الأرواح قبل أن يولد الخطر !
26/12/2025
