تصاعدت حدة التوتر في اليمن بعد أن هدد التحالف الذي تقوده السعودية السبت باستهداف التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، داعياً إلى انسحابه السلمي من محافظتي حضرموت والمهرة. وجاء التحذير متزامناً مع دعوة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان للمجلس إلى “تغليب صوت العقل والحكمة”، محذراً من مغبة التصعيد، فيما أكد أن “القضية الجنوبية” لا يمكن تجاهلها، لكنها تحتاج إلى حل سياسي عبر الحوار دون اللجوء إلى القوة.
وجاء هذا التطور بعد يوم شهد طلب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من التحالف التدخل عسكرياً لحماية المدنيين، في أعقاب غارات يُعتقد أنها سعودية على مواقع للمجلس في حضرموت. وبينما سارعت واشنطن إلى دعوة جميع الأطراف إلى “ضبط النفس”، بدا أن الرياض وأبوظبي تحاولان الظهور بموقف موحد رغم التباين الواضح في مواقفهما، إذ أرسلتا وفداً مشتركاً لمطالبة المجلس بسحب قواته من المحافظتين، في وقت يواصل فيه الأخير توسيع نفوذه في مناطق الجنوب تحت مبررات “محاربة الإسلاميين” ووقف التهريب للحوثيين.
التصعيد الميداني الأخير أثار مخاوف من انزلاق جديد في الصراع اليمني المعقد، خصوصاً بعد أن وسّع المجلس الانتقالي سيطرته على معظم مناطق ما كان يعرف سابقاً بـ“اليمن الجنوبي”. ويرى مراقبون أن المجلس “تجاوز الخطوط الحمراء” بالنسبة للرياض، ما يهدد باندلاع مواجهة جديدة بين حلفاء الأمس. وفيما يحتشد نحو 15 ألف عنصر من القوات الموالية للسعودية قرب حضرموت، دعت الإمارات مجدداً إلى دعم جهود المملكة لإعادة الاستقرار، بينما طالبت الولايات المتحدة بمواصلة المسار الدبلوماسي لتجنب انفجار جديد في بلد أنهكته الحرب منذ أكثر من عقد.
27/12/2025