يتوجّه الناخبون في كوسوفو، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، يأمل المواطنون أن تفضي إلى تشكيل أغلبية برلمانية مستقرة تُنهي أزمة سياسية طاحنة دخلت شهرها العاشر. وكان حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته ألبين كورتي، “فيتيفيندوسجي” ذي التوجه الاشتراكي الديمقراطي، قد تصدّر انتخابات فبراير 2025 بحصوله على أكثر من 42 في المائة من الأصوات، غير أن المقاعد الـ48 التي فاز بها لم تكن كافية لتشكيل حكومة في برلمان يضم 120 عضواً.
هذا الانقسام العميق في المشهد السياسي أدى إلى شلل مؤسسات الدولة، حيث فشل البرلمان في انتخاب رئيسه رغم أكثر من خمسين جلسة، كما تعثرت كل محاولات تشكيل ائتلاف حكومي. ويعوّل كورتي، الذي يُعد أبرز المرشحين، على تحقيق “فوز كبير” يتجاوز 50 في المائة من الأصوات لتأمين أغلبية مريحة. وبعد أن ركّز في حملته السابقة على بسط سلطة بريشتينا في المناطق ذات الغالبية الصربية، اختار هذه المرة التركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، في بلد يعاني من ارتفاع البطالة وضعف الاستثمارات.
ويتنافس في هذه الانتخابات أيضاً كل من الحزب الديمقراطي بزعامة بدري حمزة، والرابطة الديمقراطية بقيادة لومير عبديشيكو، وكلاهما انتقد أداء الحكومة السابقة، مركزاً على الوضع المعيشي للفئات الهشة. ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين أكثر من مليوني شخص، بينهم عشرات الآلاف المسجلين في الخارج. وحتى الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي، بلغت نسبة المشاركة 8.27 في المائة. ورغم الأمل في إنهاء حالة الجمود، يرى مراقبون أن تشكيل أغلبية برلمانية لا يضمن بالضرورة الاستقرار السياسي، في ظل انقسامات داخلية عميقة وتداعيات اقتصادية ودبلوماسية مستمرة منذ عام كامل.
28/12/2025