أفردت صحيفة “إلباييس” الإسبانية واسعة الانتشارا مقالا مطولا عن حملة المقاطعة الشعبية التي يخوضها المغاربة منذ 20 من أبريل الماضي واصفة إياها بالناجحة جدا.
الصحيفة الإسبانية حاولت تناول الموضوع من الجانب السياسي، حيث أكدت أن لا أحد في الحكومة أو المعارضة أو “المخزن” توقع نجاح الحملة، حيث ذكرت بالتصريحات الصادرة عن المسؤولين المغاربة في أيامها الأولى والتي كانت كلها تحد وسخرية، لتنقلب الأمور بعد بضعة أسابيع بـ 180 درجة بعدما أصبحت الخسائر الاقتصادية أمرا واقعا بالفعل.
هذا واعتبر “إلباييس” أن الحملة الشعبية عرت الواقع الحزبي المغربي وأظهرت أن القادة السياسيين بالمغرب فقدوا رصيدهم ومصداقيتهم أمام المواطنين، فبنكيران البعيد عن الأضواء منذ البلوكاج الحكومي الذي أطاح به لم يعد يحظى بالإجماع الذي كان يتوفر عليه حتى داخل حزبه العدالة والتنمية، وأخنوش عليه مؤاخذات شعبية كبيرة بسبب خلطه بين المال والسياسة وبروزه كأحد المستفيدين الكبار من غلاء المحروقات، كما أن إلياس العماري الذي كان يعول عليه لحمل المشعل فقد كل شيء بعد خسارته في انتخابات 2016 أمام بنكيران وعجزه أيضا عن إطفاء لهيب حراك الريف رغم أنه ابن المنطقة ورئيس للجهة، وفيما يخص العثماني، فإن صمته الطويل وتذبذب مواقفه خلال حملة المقاطعة جعلاه فاقدا للمصداقية أمام المواطنين حسب الصحيفة.
وأضافت “إلباييس” أن المشكل الحالي في المغرب هو مشكل زعامة، حيث لا يوجد في الساحة الحزبية أي وجه كاريزماتي قادر على جمع المغاربة حوله وإقناعهم بخطابه وبالبدائل التي يقدمها، مما جعل حملة المقاطعة تزداد شراسة وقد تطيح بكل من يعترض طريقها
09/06/2018