في سنة 1966 في ظل حالة الإستثناء التي كان يعيشها المغرب ، صدر قانون الخدمة العسكرية الإجبارية. سنة 2006 ، يتم إلغاءه بعد حوالي 40 سنة من العمل به . لم تكلف الدولة المغربية نفسها عناء إصدار تقرير حول الأسباب وكذلك الحصيلة من أجل استخلاص ما يمكن استخلاصه.
بعد 12 سنة قررت الحكومة المغربية يوم 20 غشت 2018، وبتوصية من القصر ، في ذكرى ثورة الملك والشعب على جدول أعمال يتضمن نقطة واحدة :إعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الإجبارية.
قرار من هذا القبيل وبمثل هذه الأهمية وبما له من انعكاسات على مختلف فئات الشعب ، شباب الطبقة الشعبية على الخصوص ، يفترض فتح نقاش عميق وطويل وجاد وكان يجب أن يتناوله مرشحونا و أحزابهم في برامجهم وفي مقترحاتهم وفي مقراتهم .
في فرنسا ، مثلا، شكلت الدعوة إلى العودة إلى نظام الخدمة العسكرية الإجبارية ساحة وفضاء للتنافس في طرح الأفكار وتبادل الآراء والمقترحات بخصوص الأهداف والمدة والشرائح المستهدفة وبرامج التكوين والميزانية والعلاقات بين مختلف المتدخلين و الإمكانيات المرصودة لهذا الغرض.
عندما طرح السيد ماكرون ، المرشح آنذاك ورئيس فرنسا الحالي، في برنامجه الانتخابي فكرة العودة إلى نظام التجنيد العسكري الإجباري، استحضر جل مواقف الشعب الفرنسي بما فيها المواقف الرافضة لاستعمال السلاح ، من منطلق بعض القناعات الرافضة لكل أشكال العنف ، باعتبار السلاح هو الرمز الكبير للعنف، أولا وأخيرا. لوبين اليمين كان لها موقفها ، ميلانشون اليساري ، فيون والآخرون…إنها قضية مصير، الكل أدلى بدلوه ، يحترمون أنفسهم ويحترمون شعوبهم.
لكن وبحسب الخبراء فإن الغاية من إعادة قانون الخدمة العسكرية … يستهدف بالدرجة الأولى شباب منطقة الريف ، وبالأخص أقاليم الحسيمة الناظور والدريوش ! وذلك لتركيع شبابها الذي ما فتئ يطالب بالمساواة الاجتماعية !
لكن المثير في قانون التجنيد الإجباري ، هو توقيته الذي يأتي في ظل حالة من الاحتقان السياسي بمنطقة الريف ! وذلك بعد إعتقال واختطاف المئات من شباب المنطقة .
kawalisrif@hotmail.com
مقالات خاصة
Related Posts
15 ديسمبر 2025
جمهورية ترينيداد وتوباغو تسمح للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام مطاراتها لتعزيز مكافحة المخدرات
15 ديسمبر 2025
أوزين يفضح اختلال دعم المقاولات الإعلامية ويصف الوضع الاقتصادي للمقاولات الصغرى بـ“الكارثي”
15 ديسمبر 2025
المنتدى المغربي للديمقراطية يطلق وقفة احتجاجية دفاعاً عن الحق في التعليم وحماية الأراضي السلالية بلالة ميمونة
15 ديسمبر 2025