في استطلاع للرأي، أكد أزيد من 90 بالمائة من المغاربة، أنهم يفكرون بجد في الهجرة، لأسباب أجمع جلهم أنها مرتبطة بالحكرة و الفساد الإداري و انعدام الإحساس بالمواطنة الحقة، وهي أسباب شكلت إلى حدود الساعة محط سلسلة من الاحتجاجات التي تشهدها المملكة المغربية على مستوى جميع القطاعات الحيوية، من تعليم وصحة وخدمات إدارية لم تستجب لتطلعات المواطنين.
هذا الاستطلاع الذي شاركت فيه فئات مختلفة من المجتمع المغربي، توحدت فيه الرؤى وتقاسم الجميع نفس المشاكل والهموم، ضمنهم السيد ( ه .م ) وهو محام بهيئة الدار البيضاء الذي قال : ” في الحقيقة، أنا من الذين ينتظرون الفرصة للهجرة… و السبب الراهن و الرئيس بالنسبة لي هو أنه لدي احساس رهيب بعدم استقرار الأوضاع خاصة من الناحية السياسية التي يعرفها الوطن و التي هي وضعية جد هشة، فمثلا الحكومة تشكلت وهي قاصر، فكان من المنطقي أن تكون قراراتها غير سليمة و متناقضة في كثير من الأحيان، أما المؤسسة الملكية فقد أضحت شبه غائبة و غير قادرة على استيعاب ما يجري، ( وهو ما يعكسه خطاب ما بات يعرف بـ “خطاب أين الثروة ” ) ..
فإذا أضفنا لهذا السبب الأول، السبب التقليدي الذي هو الوضعية الاقتصادية “المزرية” التي أصبح يعيشها المواطن ( والناتجة عن الغلاء بسبب الاحتكار ) ثم الوضعية المالية الجديدة التي فرضت على البلد (أي تعويم الدرهم)، فلك أن تتخيل حجم المصاعب التي سيواجهها المواطن العادي في السنوات المقبلة، هذا بالإضافة إلى أن الدولة لا تأخذ البتة بيد المواطن، باستثناء بطبيعة الحال، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي مع الأسف لم تعد تفي بالغرض نظرا لتفاقم و تعدد المشاكل الاجتماعية “.
ومن جهتها، أكدت الصحفية ( ل.س ) : ” أنا شخصيا أفكر جديا في الهجرة، لم أعد أطيق العيش هنا، اختنق في الْيَوْمَ الف مرة، وأعيش في وطن قاس جدا على ابنائه، لقد طفح الكيل “، وهو الأمر الذي أكده أيضا زميلها، الصحفي ( م.ب )، الذي قال : ” السبب لي اخليني نهاجر هو الفساد لي كاين في بلادنا يعني كلشي كيشفر.. و مكين لا صحة لا دراسة لا تطبيب لا بنية تحتية، أما في الخارج داك النظام ديالهم و المعقول ديالهم كيخليوك تحس بلي نتا مواطن، كيزرعوا فيك قيم المواطنة.. أما بالنسبة للمغرب راه حتى البعض من الشعب المغربي خارج على البلاد، مثلا، كاين بعض العقليات وبعض الأشخاص ما باغينش البلاد تزيد القدام… يعني المشكل من المسؤولين ومن الشعب عموما، المغرب بلادنا و كبرنا فيها و ماننساوش خيرها، ولكن كنتمناوها تزيد القدام ولو غير بالبنية التحتية “.
الفنان ( ر.س )، شدد على أنه : ” بلا كدوب هاد البلاد مشات، والهجرة والله أي واحد تعطيه فرصة والله لا بقا فهاد البلاد العزيزة، حيث رجعنا مهزلة في العالم، الوزراء والحكومة لي عندنا شرفو و حماقو، غادي تبقى عايش معهم غدي تنتحار ولا تحماق، مهزلة والشعب ساكت بزاف، رغم الخطابات الملكية، الشفرة مبغات تحبس، وزيد وزيد، مبقا والو العدالة وتنمية خرجو على بلاد “، نفس الموقف عبر عنه الشاب ( ن.ب )، الذي أكد : ” أظن أن فتح الحدود في وجه مواطن المغربي هو الإجابة الصريحة على السونداج، غير تنوض الصباح محال تلقى حتى المشاش تيدورو .. حتى هما غادي يهاجروا للضفة الأخرى”.
12/09/2018