كشفت “ تقرير صحفي ” عن بعض التفسيرات بخصوص عدم تعبير المغرب عن أي موقف مؤيد للعربية السعودية في أزمتها مع العالم بعد جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، عكس عدد من الدول العربية كمصر والإمارات والأردن، وغيرها من الدول المارقة ، التي عبرت عن دعمها للإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية في قضية مقتل خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.
و اعتبر التقرير أن المغرب اكتفى بالتعليق على ملف خاشقجي بأنه في يد القضاء، وفق الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي الخميس من الأسبوع الجاري، مبرزة أن غياب المملكة عن دعم السعودية يعود الى الاسباب الخمسة التالية:
في المقام الأول، فإن المغرب بدأ يبتعد تدريجيا عن سياسة السعودية، وبلورة مواقف منها عدم الانخراط في محاصرة قطر أو سحب السفير منها بعدما قررت دول الخليج وأساسا البحرين والسعودية والإمارات ثم مصر سحب سفرائها وشن حصار على هذا البلد الخليجي.
في المقام الثاني، أدرك المغرب صعوبة الأزمة التي تواجهها السعودية مع المنتظم الدولي، فتأييد السعودية في هذه الأزمة وتصوير ذلك بأنه حرب ضد الرياض يعني تبرير الجريمة البشعة التي استهدفت جمال خاشقجي ويندد بها العالم. وإذا أيد المغرب السعودية، وقامت هذه الأخيرة بالاعتراف بالجريمة، وقتها ستكون الدول التي أيدت الرياض في موقف حرج للغاية أمام الرأي العام العالمي، تضيف التقرير .
في المقام الثالث ، ووفق ذات المصدر، يدرك النظام المغربي وجود أزمتين، الأولى بين السعودية والمنتظم الدولي ،والثانية وسط العائلة الملكية، وقد تنتهي بإزالة ولي العهد محمد بن سلمان من ولاية العرش وحدوث تغيير في هرم الملكية بقدوم أمراء جدد لا يحملون الود لولي العهد بل حتى للملك سلمان بسبب الاعتقالات التي جرت ضد عشرات الأمراء خلال نونبر الماضي. وبهذا لا يرغب في توريط نفسه في صراع داخلي للملكية.
أما في المقام الرابع، فان المغرب يتفادى الأضواء في هذا الملف، فقد وجد نفسه فجأة يشار إليه من خلال حادث تاريخي وهو مقارنة ما جرى لخاشقجي بالاغتيال والاختفاء الشهير لزعيم اليسار سنة 1965 المهدي بن بركة ، الذي يتم استحضار ملفه سنويا وكلما سنحت الفرصة. علاوة على ملف حديث وهو تسليمه لأمير سعودي وهو تركي بن بندر الى السلطات السعودية سنة 2015 ، والذي غابت أخباره. واضطرت وزارة العدل المغربية الى إصدار بيان تدافع عن عملية التسليم.
وأخيرا، يؤكد التقرير ، أن المغرب يدرك معارضة الرأي العام المغربي لأي مساندة أو دعم للسعودية في جريمة بشعة تتطلب القصاص بدل الدعم. ووجه المغاربة انتقادات قوية في شبكات التواصل الاجتماعي للسعودية بسبب هذه الجريمة.
21/10/2018