kawalisrif@hotmail.com

بعكس الجيش المصري … العسكر الجزائري يفشل فـي كسر شوكة “الحراك”

العديد من المؤشرات تؤكد اليوم أن الربيع الجزائري لم يتحول إلى خريف، وأن الشارع مازال يغلي في الجارة الشرقية للمغرب مناديا بتحقيق مطالبه، رغم كل محاولات الجيش لإجهاض الحراك من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات لاحتوائه قبل أن يسقط منظومة النظام ككل، وهذا ما يمكن أن نلمسه من خلال عدة مستويات.

المستوى الأول يتمثل في إلغاء مخطط العهدة الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، واللجوء إلى قراءة متجزئة للدستور، أما المستوى الثاني فقد تجسد في الحديث عن وجود قوى خارجية دون تحديدها تريد سوء بالجزائر ويجب على الشعب أن يتحد وراء مؤسسة الجيش من أجل مواجهـة هذا الخطر المفترض، في حين يتجلى المستوى الثالث في تقديم عدد من وجوه النظام السابق التابعين أساسا لتحالف سعيد بوتفليقة ورئيس اتحاد رجال الأعمال السابق علي حداد إلى المحاكمة.

وبعدما كان واضحا أن كل هذه الإجراءات لم تساهم في إخماد فورة الحراك الجزائري، حاول النظام الجزائري اللجوء إلى “عنف ناعم” من خلال تدشين عدد من الاعتقالات في صفوف بعض رموز الحراك والواقفين وراءه، إذ قامت مصالح الأمن بمنع الدخول إلى الجزائر العاصمة وحاولت احتلال الشوارع والساحات بقوة فاقت الأسابيع السابقة، وتم إيقاف عشرات الأشخاص واقتيادهم إلى مراكز الأمن، وهي الإجراءات التي كانت محط إدانة حقوقية دولية ووطنية، إذ أدان العديد من الفاعلين عمليات الاعتقال ونزع الرايات الأمازيغية من المتظاهرين، على اعتبار أنها “عملية تهدف إلى الاستفزاز من طرف حكومة رفضها الشعب”.

وبالرغم من ذلك لم يتمكن الجيش من تطويع الشارع لصالح مشروعه القائم على محورين، توقف الاحتجاجات والقضاء على رموز النظام السياسي السابق على عهد بوتفليقة. ويمكن الاستدلال على هذا الفشل بمؤشرين واضحين: الأول هو استمرار الاحتجاجات أما المؤشر الثاني، فهو فشل محاولة الهروب إلى الأمام التي لجأ إليها الجيش من خلال الإعلان عن انتخابات رئاسية يوم 4 يوليوز القادم، بعدما لم يتقدم أي من القيادات السياسية ذات الامتداد الوازن ترشيحها رسميا، وهذا راجع إلى إصرار الشارع الجزائري من خلال مسيراته الاحتجاجية التي كان آخرها يوم الجمعة 24 ماي، إذ تم التعبير في احتجاجات مليونية نظمت في مختلف ولايات الجزائر على مطالب موحدة وهي رحيل بقايا رموز نظام بوتفليقة، ورفض أي انتخابات يتم تنظيمها بوجود هؤلاء.

وكان واضحا فشل مخطط الانتخابات لتجاوز الأزمة الجزائرية الحالية، من خلال آخر كلمة ألقاها أحمد قايد صالح، إذ لم يشر فيها إلى موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، بخلاف خطابات السابقة، واكتفى بالحديث عن المجهودات المبذولة من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي، بشكل مكن من “الحفاظ على كيان الدولة الوطنية ومؤسساتها الجمهورية، بما يتماشى مع مصلحة الشعب الجزائري وطموحاته المشروعة”. مع العلم أنه في خطابات سابقة شدد ضرورة تنظيم الانتخابات، باعتبارها الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، ليبقى السؤال مطروحا: هل سيتم تأجيل الرئاسيات إلى وقت لاحق؟

28/05/2019

مقالات ذات الصلة

14 ديسمبر 2024

ثورة علمية … أطباء يصنعون عقارًا لاستعادة الأسنان المفقودة لجميع الأعمار

14 ديسمبر 2024

شفشاون … مطالب بزيارة المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء وفتح تحفيق في المحولات المشبوهة بتراب الإقليم

14 ديسمبر 2024

زياش في ستاد رين الفرنسي

14 ديسمبر 2024

فضيحة تهز عمالة الدريوش … رئيس قسم الشؤون الداخلية يسب المواطنين بجماعة عين زورة : ( آش هاذ تقواديت ) ؟!

14 ديسمبر 2024

وثائق … موريتانيا لا تريد حل نزاع الصحراء المغربية

14 ديسمبر 2024

تكريم رجل الدين والثقافة الأمازيغية في مليلية الإمام الراحل محمد الهواري

14 ديسمبر 2024

مسؤول فرنسي كبير : فرنسا في حاجة ماسة إلى المغرب … والرباط ليست في حاجة إلى باريس !!

14 ديسمبر 2024

الولايات المتحدة الأمريكية تزيل “تيك توك” وتوقفه عن التشغيل

14 ديسمبر 2024

سلب أكثر من 4 ملايير من الغير … الدرك الملكي بالدريوش يلقي القبض على الختوتي بارون الشيكات والتزوير

14 ديسمبر 2024

لأنه غير مرخص … السلطات تزيل معرضا في واد الناشف بوجدة يعود لجمعية تابعة “لرئيس جهة الشرق”

14 ديسمبر 2024

حاكم سبتة يدعو إلى ميثاق للهجرة في ظل وجود المئات من القاصرين المغاربة في الثغر المحتل

14 ديسمبر 2024

جرائم الكابرانات … إختطاف الزعيم السياسي الجزائري المعارض علي بلحاج بسبب دعمه المطلق لمغربية الصحراء

14 ديسمبر 2024

يا عامل الحسيمة … رئيس جماعة بني بوفراح”يحتجز” حافلة للنقل المدرسي أمام مكتبك !!

14 ديسمبر 2024

إرتفاع كبير في أسعار السمك بالمغرب

14 ديسمبر 2024

شبهات فساد في تنفيذ مشروع طريق يجماعة أربعاء تاوريرت بإقليم الحسيمة