بدت تلوح بوادر نهاية عبد السلام أحيزون، الرجل القوي في “اتصالات المغرب” إذ أصبح الرئيس التنفيذي للمجموعة مهددا في منصبه أكثر من ذي قبل بعد الإعلان عن تفويت 8 في المائة من أسهم “ماروك تيليكوم” لفائدة مجموعة “اتصالات الإماراتية”.
وببيع الدولة المغربية لحصة 8 في المائة من أسهم “ماروك تيليكوم”، تبقى في حوزتها 22 في المائة فقط من مجموع الأسهم، غير أن مؤشرات تفيد بأن “الاتصالات الإماراتية” قد تتخلص من عبد السلام أحيزون في غضون الأشهر القليلة التي تلي إتمام صفقة التفويت، رغم تطمينات الإماراتيين سيرا على قاعدة “لا عداء دائم ولا صداقة دائمة بل مصلحة دائمة”.
ووفق مصادر خاصة فإن “الاتصالات الإماراتية” تراهن على رئيس تنفيذي معين في الظل للإشراف على مصالحها في “اتصالات المغرب”، بينما سيجري الاحتفاظ بأحيزون كرئيس تنفيذي في الواجهة لمدة منظورة فقط، انسجاما والاتفاق المبرم بين الحكومة المغربية والمجموعة الإماراتية حول الاحتفاظ بالتركيبة نفسها لمجلس الرقابة المشرف على “اتصالات المغرب”.
وكان عبد الرحمان السمار، الذي يشغل منصب مدير المؤسسات العمومية والخوصصة بوزارة المالية، أفاد ، في مؤتمر صحافي عقده بمقر بورصة الدار البيضاء بأن عبد السلام أحيزون، سيظل على رأس “اتصالات المغرب” باتفاق مع الطرف الإماراتي، غير أن المصادر المطلعة أكدت أن الإماراتيين لا ينظرون بعين الرضا إلى عبد السلام أحيزون الذي فقد حصة كبيرة من سوق الاتصالات في المغرب لفائدة الفاعلين الاتصالاتيين المنافسين”إينوي” و”أورانج”.
واستنادا إلى نفس المصادر فإن سجل عبد السلام أحيزون لا يتضمن نجاحات كبرى تبهر “الإماراتيين”، كما أنه يعتبرونه “حارسا للمعبد المغربي” في هذا الفاعل الاتصالاتي، لكن الظرفية الحالية تفرض الكثير من التريث قبل إحداث تغيير جذري في “اتصالات المغرب”.
ويعاب على عبد السلام أحيزون إخفاقه في الحفاظ على حصة الأسد التي كانت تؤول إلى “اتصالات المغرب” خاصة بعد اعتماد ما يعرف بـ”التقسيم الحلقي” (Dégroupage) الذي قصم ظهرها بعدما انتصرت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) لكل من “إينوي” و”أورانج” بشأن الخلاف حول الولوج لخدمات الهاتف الأرضي والأنترنيت (ADSL)، وفق المصادر التي قالت إن “ما يحسب في سجل عبد السلام أحيزون ليس غير البيع المتواصل والمتواتر لأسهم اتصالات المغرب وجعل خدمة الأنترنيت المقدمة منها أبطأ من الحلزون بما يدفع الكثير من زبناء الخدمة للرحيل نحو عروض وخدمات الفاعلين الاتصالاتيين المنافسين”.
22/06/2019