تسير الإمارات العربية المتحدة بخطوات سريعة نحو تحديث أجهزتها الاستخباراتية، نتيجة للتطورات الجيوسياسية التي حدثت في الشرق الأوسط بدءا بـ”الربيع العربي” والصراع في اليمن، والتهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني، وفق ما جاء في تقرير نشره موقع “Eurasia Review” المتخصص في الأخبار والتحليل.
ووفق ذات المصدر، فإن الإمارات العربية المتحدة اتخذت خطوات كبيرة منذ منتصف العقد الماضي في مجال تقوية أجهزتها الاستخباراتية، وقد ساعدتها الموارد المالية الضخمة التي تتوفر عليها، في تطوير هذا المجال، بالاعتماد أكبر على التطور التكنولوجي المتعلق بالذكاء الاصطناعي بدل الاعتماد فقط على الموارد البشرية.
وعملت الإمارات، إلى جانت تعزيز قدراتها في المجال الاستخباراتي، على تشجيع قطاع الأمن في المجال السيبراني، بالرغم من أن هذا أدى إلى بعض الهفوات والأخطاء التي جرّت الإمارات للتورط في بعض قضايا التجسس، من بينها قضية اغتيال جمال خاشقجي، واعتقال بعض المعارضين، وقد أشار الموقع المذكور إلى قضية مشروع “Raven” للشركة الإماراتية Dark Matter.
وفي هذا السياق أوضح موقع “أوراسيا ريفييو”، المجهودات التي تقوم بها الإمارات في تعزيز قدراتها الأمنية والدفاعية والاستخباراتية، مثل تحديث كلية الدفاع الوطنية، وتحويل الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني التي تأسست في 2021 بمساعدة الولايات المتحدة إلى وكالة SIA أو وكالة الاستخبارات الاستشعارية.
هذا وفي نفس المنحى التصاعدي التي تسير عليه الإمارات في تقوية قدراتها الاستخباراتية التكنولوجية، وضعت مخطط “الخمسية” بين 2022 و 2026، بميزانية ضخمة تصل إلى 79 مليار دولار أمريكي، وهي أكبر ميزانية في تاريخ الإمارات لتقوية قدراتها السيبرانية.
كما تملك الإمارات حسب نفس المصدر الإعلامي، وحدة الاستخبارات المالية (UAEFIU) وهو مؤسسة امتدادية لوحدة كان قد أنشأها البنك المركزي للإمارات العربية المتحدة في عام 1998 كوحدة تحقيق خاصة في عمليات الاحتيال والمعاملات المشبوهة، والتي أعيدت تسميتها بوحدة مكافحة غسل الأموال والحالات المشبوهة في عام 2002. هذا بالإضافة إلى أن الإمارات أنشأت وزارة للذكاء الإصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، قد صرح في وقت سابق قائلا “نريد أن تصبح الإمارات الدولة الأفضل استعدادًا في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي” ، وقد تم إطلاق برنامج طموح لعام 2031 لهذا الغرض، وسيكون للبرنامج تأثير مهم على تطور أجهزة المخابرات الإماراتية أيضًا، وفق موقع أوراسيا ريفيو.
ولتطوير أنشطة أجهزة المخابرات، توظف الإمارات خبراء من بين المتخصصين في المجال من دول أخرى، وخاصة المتقاعدين في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وغيرها ممن يتم إغراءهم برواتب مغرية.
هذا وقد عملت الإمارات أيضا على تقوية علاقاتها بأجهزة مخابرات البلدان الأخرى، وعلى رأسها تركيا والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع دول أخرى كروسيا والصين.
كواليس الريف: متابعة
21/02/2023