التحقيق الذي أجرته جريدة “كواليس الريف” في قضية الاختلالات الخطيرة التي شابت العديد من الصفقات المتعلقة بالمحروقات بمجلس عمالة وجدة أنجاد ، الذي يترأس مجلسه لخضر حدوش، المدان سابقا أمام محكمة جرائم الأموال بفاس ، أبانت عن اختلالات خطيرة في صفقة أخرى كان قد أطلقها مجلس عمالة وجدة أنجاد .
وكان صاحب شركة “Pétrole Anwal” المسمى الرمضاني بوفلجة قد اعترف لمحيطه ، أنه اتفق مع عكاشة موهوبي نائب رئيس مجلس العمالة المكلف ببعض الصفقات العمومية ، المشاركة نيابة عن ( عكاشة ) وشركته “بيترومين” للمحروقات الواقع مقرها بحي التنس بوجدة ، في المناقصة ، والتي منحت له الصفقة بطرق مشبوهة ، والتي وقعها موهوبي شخصيا لنفسه عبر بوفلجة ، وقيمتها 700 مليون سنتيم، دفعتها وزارة الداخلية بشراكة مع مجلس العمالة ، وذلك لتغطية مصاريف المحروقات المخصصة لآليات مجلس عمالة وجدة أنجاد ، من أجل تنقية النقط السوداء وفتح بعض المسالك بضواحي وجدة .
ويبقى الخطير في الأمر أنه بعد حصول شركة “بيترومين” المملوكة لموهوبي عكاشة على الصفقة ، عبر شركة صديقه بوفلجة ، كما كان جاريا في الأعوام السابقة ، يجري شحن المحروقات المخصصة لآليات المجلس من شركة “بيترومين” ، التي يخزن فيها الكازوال المزور ، وليس من شركة “Pétrole Anwal” , والذي كان سببا في تعطل أغلب آليات مجلس العمالة ، وخروجها نهائيا عن الخدمة، بسبب الكازوال المغشوش ، والتي تم إقتناؤها بملايير السنتيمات من المال العام .
يأتي هذا ، في وقت كانت عناصر الشرطة القضائية بكل من الناظور وبركان ووجدة على ضوء معلومات دقيقة وفرتها مصالح المخابرات ( الديستي ) ، قد تمكنت في 14 مارس الماضي ، من توقيف 18 شخصا لتورطهم في اقتراف جرائم اقتصادية من بينها المضاربة والغش في المحروقات والزيوت المخصصة للمركبات ، وأغلبهم من شركة بيترومين المملوكة لموهوبي عكاشة ، والتي سجلها في إسم إبنه الذي تم إعتقاله بدوره ، قبل أن يخرج بكفالة قدرها 10 ملايين سنتيم ، لتتم إدانته مؤخرا بالسجن النافذ سبعة أشهر .
وكان بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، كشف أنه جرى تنفيذ عمليات أمنية بشكل متزامن في عدة مستودعات بكل من مدينة وجدة وبمنطقتي سلوان وزايو بإقليم الناظور، وبمنطقة أكليم بضواحي بركان، والمريس بالقرب من أحفير، وأسفرت عن توقيف 18 شخصا، من بينهم إبن موهوبي ، مسؤول المستودعات المخصصة لصناعة الوقود المغشوش ، وتورطه في ارتكاب أفعال إجرامية والمشاركة، فضلا عن حجز عشرات الأطنان من المحروقات والزيوت المزورة في ضيعة والده ( عكاشة موهوبي ) .
وكانت الأبحاث والتحريات المنجزة في هذه القضية، قد أشارت إلى أن موهوبي وعصابته كانوا يعمدون إلى إعادة تدوير وخلط الزيوت القديمة المستعملة في محركات المركبات ومزجها بمواد كيميائية وعرضها للبيع، في خرق لدفتر التحملات الخاصة بالوحدة الصناعية التي يستغلونها، فضلا عن مزج المحروقات مع المواد المستخلصة من هذه الزيوت بشكل تدليسي وبيعها بثمن تفضيلي بدعوى أنها محروقات مدعمة.
31/10/2023
