توجه رئيس أركان جيش الدفاع الجزائري، سعيد شنقريحة، أمس الأحد، إلى الصين، في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الجزائرية الصينية في المجال العسكري، إضافة إلى بحث الجزائر عن توقيع صفقات تسلح جديدة مع الشركات الصينية المتخصصة في قطاع الدفاع.
وأكد بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية اليوم الاثنين، أن شنقريحة التقى في اليوم الأول من حلوله بالعاصمة الصينية بكين، بمسؤولي شركتين صينيتين متخصصتين في صناعة الأسلحة والإلكترونيات الدفاعية، من أجل الاطلاع على الأسلحة التي تنتجها هاتين الشركتين بهدف دراسة إمكانية عقد صفقات تسلح معها لفائدة الجيش الجزائري.
وأكدت العديد من التقارير الإعلامية، أن الجزائر تستعد لتوقيع العديد من الصفقات مع الصين للحصول على أسلحة جديدة، في إطار مخططها الرامي لتنويع الشركاء في مجال التسلح بدل الاعتماد فقط على روسيا، ولاسيما أنها خصصت ميزانية ضخمة تتجاوز 20 مليار دولار لتحديث ترسانتها العسكرية.
وساهم طول مدة الحرب الروسية على أوكرانيا في دفع الجزائر للبحث عن بدائل دولية جديدة في مجال التسلح، وتبقى الصين على رأس تلك البدائل، في ظل أن الجزائر تعتبر الصين “بلدا صديقا”، وفي ظل أيضا عدم قدرة موسكو على الاستجابة لطلبات الجزائر على السلاح بسبب تركيزها على الجبهة الأوكرانية التي تُشكل استنزافا كبيرا لصناعة السلاح الروسية.
وفي نفس الوقت، فإن استمرار الصراع مع المغرب بسبب قضية الصحراء، يُعمق رغبة الجزائر أكثر في البحث عن أسلحة جديدة متطورة، خاصة وأنها تُدرك أن المغرب قطع أشواطا متقدمة في السنوات الأخيرة في تقوية ترسانته العسكرية وتنويعها بأسلحة جديدة جراء اتباعه لسياسة تنويع الشركاء، حيث تعتمد المملكة المغربية على دول عديدة في اقتناء الأسلحة، كالولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وتركيا وفرنسا وإسبانيا، وإسرائيل بعد تطبيع العلاقات الثنائية في أواخر سنة 2020.
وكانت تقارير إعلامية دولية كانت قد أشارت في وقت سابق، أن ما دفع الجزائر لتخصيص ميزانية مالية ضخمة تتجاوز 20 مليار دولار لقطاع الدفاع، هو إدراكها أن الترسانة العسكرية الضخمة التي حصلت عليها من روسيا عبر العقود الماضية، أصبحت متجاوزة في الوقت الراهن في ظل ظهور أسلحة متطورة تكنولوجيا.
وإضافة إلى الصراع مع المغرب، فإن الجزائر تواجه العديد من التحديات الأمنية والعسكرية، خاصة في المنطقة الجنوبية على الحدود مع منطقة الساحل، حيث تنشط هناك العديد من الجماعات الانفصالية والجماعات الجهادية، مما يُثير مخاوف امتداد تلك القلاقل إلى التراب الجزائري.
كواليس الريف: متابعة
13/11/2023