لطالما كانت عطلة رأس السنة فرصة للسياسيين المغاربة للاستراحة والسفر مع أسرهم خارج البلاد، للاحتفال بتلك اللحظات الساحرة في العواصم الغربية. ومع ذلك، انقلبت هذه السنة رأساً على عقب بالنسبة لبعض السياسيين، حيث أجبرتهم ملفات وقضايا معقدة على قضاء عطلة “بوناني من نوع خاص” وسط برودة الزنازين.
وكانت هذه السنة محطة للنسيان بالنسبة للعديد من السياسيين الذين وجدوا أنفسهم متورطين في ملفات قضائية متنوعة، منها الاتجار الدولي بالمخدرات والفساد والرشوة. واستناداً إلى هذه الملفات، انتهت رحلة بعضهم في السجون، حيث ستكون ليالي دجنبر باردة وقاسية في زنازين “عكاشة” و”العرجات”.
في ما يتعلق بملف الاتجار بالمخدرات، فقد تعرض الناصيري وبعيوي، من حزب الأصالة والمعاصرة، لصدمة كبيرة، حيث سيقضيان أول رأس سنة في حياتهما في سجن “عكاشة” بانتظار استكمال التحقيق معهما ومع أكثر من 20 متهمًا آخرين في القضية. ولن يشهدوا هما وأسرهم احتفالات رأس السنة هذا العام، بل سيواجهان الاستجواب والتحقيق في التهم الجسيمة التي تلاحقهما.
ولم يكن الوادكي، البرلماني عن إقليم العرائش، هو الوحيد المتورط في قضايا الاتجار بالمخدرات، بل سُبِقَ بذلك قيادي في حزب “البام”، عبد العزيز الوادكي، الذي تورط في شبكة للتزوير تضم محامين وموظفين قضائيين، وتمت محاكمتهم في إطار قضية بارون مخدرات ليبي مدان بالسجن.
ومن بين السياسيين الذين يواجهون تحديات هذا العام، يبرز اسم الراضي، البرلماني الشاب من حزب الاتحاد الدستوري، الذي فقد رئاسة المجلس الجماعي في سيدي سليمان بعد قضية رمي فتاة من فيلا بالرباط. ومع تجريده من عضويته في مجلس النواب، تزايدت متاعبه، مما يجعله يواجه ليلة صعبة في سجن “العرجات” في بداية العام الجديد.
ومن جهة أخرى، يظهر محمد مبدع، الوزير السابق والبرلماني البارز في حزب الحركة الشعبية، كأحد أبرز الشخصيات السياسية الذين شغلوا الرأي العام خلال هذا العام. يقضي مبدع رأس السنة وسط القضبان بعد متابعته بتهم فساد وتبديد أموال عمومية، وهو يواجه ليلة صعبة تجبره على استحضار أوقات “الزمن الجميل” رفقة عائلته وأصدقائه.
هكذا، تكونت قائمة السياسيين الذين يخوضون ليلة رأس السنة وسط التحقيقات وراء القضبان، في مشهد يعكس التحديات والمتاعب التي تواجهها الطبقة السياسية في المغرب في بداية العام الجديد.
26/12/2023