في فترة حكم صدام حسين، حقق العراق إنجازات عسكرية هامة في مجال تصنيع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الإلكترونية الدقيقة. نجح الجيش العراقي في نهاية الحرب مع إيران في “تجميع” طائرة أواكس، التي أطلق عليها اسم “بغداد – 1”.
خلال الحرب الطويلة مع إيران، كان الجيش العراقي يحتاج إلى طائرة حاملة للرادار مخصصة للإنذار المبكر والتحكم عن بعد والكشف عن المدى البعيد. في عام 1987، بدأت “وزارة التصنيع العسكري” في تطوير هذا النوع من الطائرات.
في العام التالي، أُجهزت طائرة نقل ثقيل سوفيتية برادار فرنسي، وتم تسميتها “بغداد – 1”. ثم ظهر النموذج الثاني في عام 1989 باسم “بغداد – 2″، وتغير اسمه إلى “عدنان – 2” بعد وفاة وزير الدفاع عدنان خير الله طلفاح.
تم تجهيز “عدنان – 2” برادار من طراز “تايغر – جي”، مع منظومة إنذار راداري ومحطة تشويش. يقول الخبراء إن هذا الطراز كان ذا قدرة قتالية ملموسة وزيادة في قدرته على اكتشاف الأهداف الجوية.
لعدة سنوات، شهدت السماء العراقية رحلات منتظمة لطائرات “عدنان – 1″ و”عدنان – 2”. ورغم تشابههما، اختلفت الهوائيات، حيث كانت لطائرة “عدنان – 2” هوائياً بشكل قرص.
كان المسؤولون العراقيون فخورين بطائراتهم ويعرضونها أمام الضيوف. وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة، تم صناعة 4 طائرات “أواكس” حتى عام 1991، ولكن تحتاج البلاد إلى دعم لشراء طائرات إضافية.
تعرضت إحدى الطائرات للتدمير في عام 1991 خلال “عاصفة الصحراء”. وأُرسلت طائرتا “عدنان – 2” إلى إيران لحمايتها خلال حرب تحرير الكويت، ولكن مصيرهما بقي غامضاً.
منذ منتصف التسعينيات، دمجت الطائرات الحربية العرا
قية، بما في ذلك “عدنان – 2″، في سلاح الجو الإيراني، وأُعيد طلاؤها بالألوان الرسمية الإيرانية. ورغم محاولات الخبراء الإيرانيين، بقيت تلك الطائرات غامضة لفترة طويلة.
مصير طائرتي “عدنان – 2” غير معروف بدقة، لكن تقريراً يشير إلى تحطم إحداها في إيران عام 2009، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص.
26/12/2023