شهد عام 2022 انطلاقًا حيويًا لعالم الذكاء الاصطناعي مع إطلاق “شات جي بي تي” في نهاية العام. تأثرت ميادين الحياة العلمية بأكملها بالابتكارات المتصلة بمجالات متنوعة مثل الطب، والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات، بالإضافة إلى التأثير على الجوانب الاقتصادية.
وفقًا لتقرير دافيد لاروسوري في جريدة “لوموند” الفرنسية، أحد الباحثين، أشار إلى أن نجاح ابتكار الذكاء الاصطناعي لم يمنعه من تلقي تساؤلات وانتقادات. وأضاف لاروسوري: “كان عامًا حافلاً بالذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنية الابتكارية متاحة للجمهور بشكل واسع من خلال إطلاق تطبيق شات جي بي تي في نوفمبر 2022 عبر شركة ‘أوبن آي’. وخلال عام واحد فقط، تصدرت الابتكارات المتصلة بهذا المجال العناوين الرئيسية في المجالات الاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية.
وفي رحلة محمومة، شهد الباحثون استمرار الجهود لإنتاج ابتكارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المجالات المتعلقة بالصحة والقدرة على التنبؤ بالأمراض وتشوهات الجنين. في مايو الماضي، أعلنت “غوغل” وشركتها الفرعية “ديب مايند” عن تفوق برنامجهما “ميدبالم-2” في الإجابة على الأسئلة الطبية مقارنةً بالأطباء البشر. وفي يوليو، قام فريق في جامعة واشنطن بتطبيق مبادئ توليد الصور لرسم هياكل بروتينية جديدة. وفي الصيف الماضي، قدمت جامعتان، ستانفورد وكاليفورنيا، فرصة للمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة للتحدث باستخدام زرعات دماغ قادرة على ترجمة إشاراتها إلى أصوات. وفي أكتوبر الماضي، بدأ فريق شركة “ميتا” في قراءة الأفكار بإعادة إنتاج صور باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
كما شهد عام 2023 تقدمًا هامًا في مجال اكتشاف المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر، وفوز في اللعبة الاستراتيجية الدبلوماسية، وقيادة الطائرات بدون طيار، وبدأ الجميع في استخدام شعار “الذكاء الاصطناعي في سبيل العلم”.
وعلى الرغم من النجاح، أثار الذكاء الاصطناعي العديد من الانتقادات والمخاوف. يُشير النقاد إلى عدم قابلية تكرار النتائج التي تظهرها أنظمته، ووجود عيوب وتحيزات، وقد تبالغ اختبارات تقييم الأداء في قدرات هذه البرامج المعرفية. يلاحظ المجتمع العلمي انحراف الذكاء الاصطناعي عن السيطرة، حيث أصبحت الشركات الخاصة أقل انفتاحاً بشأن بحوثها، ويتوقع الكثيرون بقاء الذكاء الاصطناعي نجمًا في عام 2024.
29/12/2023