في عالم السياسة المغربية، يبرز اختيار متعدد المحطات الذي يعكس تطورًا متغيرًا في النماذج السياسية. يظهر هذا النموذج السياسي العريق بوضوح من خلال الانتقالات السياسية التي شهدها، بدءًا من الشخصيات البارزة مثل ابن القصر فؤاد عالي الهمة وانتهاءً بالثلاثي المنصوري وأبو الغالي وبنسعيد. تتجسد هذه التحولات في تحول حزب الولاية الواحدة، الذي أصبح اليوم تحت سيطرة أبناء البام، والذين لم يتعاملوا مع السياسة إلا بشكل مباشر عبر منصاتهم السياسية.
وفي هذا السياق، يتضح أن هناك تقسيمًا بين الأصليين والمهجنين في الحزب، حيث يواجه الأصليون تحديات جديدة مع انضمام المهجنين والذين يبدو أنهم سيكونون تحت رحمة الأصليين. ويتوقع أن يصبحوا في مرمى التشيار، في تحدي يشمل المسؤولية السياسية والتزام القيادات بأعمالها.
وتظهر حرب المؤتمرين كمظهر آخر للتوترات داخل الحزب، حيث يقتصر دورهم على التصاور المحروقة مع القياديين، دون مناقشة جدية للوثائق أو التوصيات. ويبدو أن هذه الممارسات تعكس رغبة في توحيد الخطاب السياسي، وتجاهل الآراء المختلفة.
وأخيرًا، يبرز دور مؤسسات التعليم الأكاديمي مثل مؤسسة عهدت ل أحمد اخشيشن، في تزويد الباميين بالتكوين اللازم لفهم تعقيدات نموذجهم السياسي. فالبام ليس حزبًا عاديًا، بل يمثل استثناءًا في المشهد السياسي المغربي، ومستقبله يبقى محور اهتمام الساحة السياسية والأكاديمية.