سيحضر وفد رسمي غدا الثلاثاء 17 يوليوز الجاري ، قرب تذكار معركة أنوال بجماعة تليلت المتواجدة ببلدة انوال التاريخية، بإقليم الدريوش ، كما سيحضر إحياء الذكرى ، نشطاء امازيغ و مناضلي الإطارات الحقوقية و الجمعوية من مختلف المدن المجاورة الحسيمة، ميضار، الدرويش والناظور، لتخليد ذكرى معركة انوال المجيدة..
تعد معركة أنوال، التي وقعت في عام 1921، تحديدا 17 يوليوز ، واحدة من أهم المعارك في تاريخ المقاومة الريفية ضد الاستعمار الإسباني، حيث مثلت هذه المعركة لحظة حاسمة في الكفاح من أجل الاستقلال، وأظهرت قدرة المقاومة الريفية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي على تحدي قوة استعمارية أوروبية متفوقة تسليحيا وتنظيميا.
وفي بداية القرن العشرين، كان المغرب تحت وطأة الاستعمار الأوروبي، حيث قسمت البلاد بين فرنسا وإسبانيا، حيث في الشمال الشرقي من المغرب، كانت منطقة الريف تحت السيطرة إسبانية شاملة، إلا أن السكان المحليين بالمنطقة، تحت قيادة عبد الكريم الخطابي، رفضوا هذه الهيمنة وأعدوا العدة لمقاومة الاحتلال الاسباني.
حيث عرفت المنطقة تزايد التوتر بين القوات الإسبانية والمقاومة الريفية مع تصاعد العمليات العسكرية الإسبانية في المنطقة وصلت الحد بها الى استخدام قنابل كيموية، الى ان عبد الكريم الخطابي الذي كان يتمتع بالذكاء التنظيمي وااعسكري وبشكل عالي، بدأ بتحصين مواقع المقاومة وتجهيزها بشكل جيد للمعركة المرتقبة (انوال)، حيث اعتمد على استراتيجيته ومعرفته الجيدة بالمنطقة الجبلية والتفوق في حرب العصابات.
وفي 17 يوليوز 1921، بدأت معركة أنوال حين هاجمت القوات الريفية بقيادة الخطابي القوات الإسبانية التي كانت تتحصن في منطقة أنوال، على الرغم من التفوق العددي والتسليحي للإسبان، إلا أن معرفتهم المحدودة بالطبيعة الجغرافية وتفوق التكتيكات الحربية للريفين أدت إلى هزيمتهم.
وقد استطاعت المقاومة الريفية أن تقطع خطوط الإمداد الإسبانية وتشن هجمات مفاجئة على مواقعهم، مما أدى إلى انهيار الروح المعنوية لدى الجنود الإسبان، في غضون أيام قليلة، مما جعلها تتكبد خسائر فادحة، حيث خسر الجيش الاسباني حوالي 13 الف جندي بين قتيل وجريح وأسر العديد منهم، ما دفع بقائد الجيش الاسباني الى الانتحار.
وانتصار المقاومة الريفية في معركة أنوال كان له تأثير كبير على الوضع السياسي والعسكري بالمنطقة انذاك ، حيث زعزع هذا الانتصار الثقة في القوة العسكرية الإسبانية وألهم العديد من حركات التحرر بالمنطقة،كما أن هذا الانتصار دفع الإسبان إلى إعادة تقييم استراتيجيتهم واللجوء إلى تكثيف تواجدهم العسكري في المغرب لعدة سنوات لاحقة.
وتظل معركة أنوال واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ المقاومة المغربية الريفية ضد الاستعمار، حيث بشجاعة وإصرار أبناء الريف وقدرتهم مكنهم ذالك على مواجهة قوى استعمارية متفوقة، كما أنها شكلة درسا في أهمية القيادة الحاذقة والاستفادة من التضاريس والمعرفة المحلية في حروب العصابات.
16/07/2024