يعيش سكان دوار تموجوت بجماعة ازمورن، إقليم الحسيمة، مأساة إنسانية حقيقية، حولت حياتهم التي كانت تتسم بالعيش الكريم والفلاحة الهادئة في جبالهم إلى جحيم لا يُطاق. فالمقالع الموجودة في المنطقة أصبحت مصدر قلق ومعاناة كبيرة، مسببةً تدهورًا بيئيًا وصحيًا واضحًا في حياة السكان.
— الضرر البيئي والصحي: معاناة لا تتوقف
أصبحت المقالع تهدد مصدر عيش السكان، حيث دمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وأتلفت محاصيلهم ، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل وصل الأمر إلى تهديد صحة الأطفال وكبار السن، الذين باتوا يعانون من أمراض جلدية وحساسية وأمراض تنفسية. إذ تتطاير الأتربة والجسيمات الدقيقة في الهواء، مما يزيد من تدهور جودة البيئة الصحية، ويؤدي إلى ظهور حالات عديدة من الربو وأمراض الرئة، خاصة عند كبار السن.
— التجاهل المستمر: شكاوى بلا استجابة !
ورغم عشرات الشكاوى التي قدمها السكان إلى الجهات المعنية، من رئيس دائرة بني ورياغل إلى قائد قيادة ازمورن ورئيس جماعة ازمورن، لم يجدوا أي تجاوب يخفف من معاناتهم. تقوم اللجان بإجراء معاينات وإعداد محاضر وصفها السكان بأنها “بعيدة عن الحقيقة”، وتُعطى وعود بتحسين الأوضاع وفرض احترام دفتر التحملات، إلا أن الوضع يبقى على ما هو عليه، بل يزداد سوءًا يوماً بعد يوم.
— تداعيات خطيرة: التصدعات تهدد المنازل ؟
بالإضافة إلى المخاطر الصحية، أدى استخدام القنابل أثناء تفجير الصخور إلى تصدعات في منازل السكان، ما يهدد سلامتهم ويزيد من شعورهم بعدم الأمان في بيوتهم. إن مثل هذه الأضرار الهيكلية للمنازل تضع الأسر أمام مخاطر جديدة، وتزيد من التوتر والقلق اليومي لديهم.
— وقفة احتجاجية وتوقيعات تطالب بالتدخل العاجل
وبعد عدة وقفات احتجاجية نظمتها الساكنة دون أي نتيجة تذكر، قرر السكان رفع شكاية موقعة من طرفهم إلى السلطات العليا، عبر عريضة مُرفقة إلى عمالة إقليم الحسيمة … ويضع سكان دوار تموجوت آمالهم الأخيرة على تدخل عامل الإقليم، السيد حسن الزيتوني، علّه ينجح في إيجاد حل جذري لهذه الأزمة التي استنزفت طاقاتهم وهددت معيشتهم.
إن سكان دوار تموجوت يناشدون كل الجهات المسؤولة، بل وكل ضمير حي، للتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ أراضيهم وصحتهم، ولإجبار أصحاب المقالع على احترام دفتر التحملات وإعادة الحياة الطبيعية إلى هذه المنطقة، قبل أن تتفاقم الكارثة أكثر، وتتحول إلى مأساة يصعب تدارك آثارها.
05/11/2024