في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية الغربية توترات متزايدة بسبب البرنامج النووي الإيراني، استقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي. هذه الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى غروسي إلى استئناف المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين، في محاولة لتهدئة الأوضاع قبل أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. يذكر أن غروسي وصل إلى طهران مساء الأربعاء على رأس وفد للتفاوض مع كبار المسؤولين النوويين والسياسيين الإيرانيين، ومن بينهم عباس عراقجي.
تتزامن هذه الزيارة مع تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما بعد تحذيرات إسرائيل من أن إيران باتت أكثر عرضة للهجوم على منشآتها النووية. وتأتي هذه المخاوف على خلفية فشل الدبلوماسية في معالجة الخلافات المتعلقة بالاتفاق النووي المبرم في 2015، والذي كان يهدف إلى الحد من النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات. ورغم العودة إلى فرض العقوبات الأمريكية خلال ولاية ترامب، تمكنت إيران من توسيع برنامجها النووي بشكل كبير، بما في ذلك زيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تلك المطلوبة لصناعة أسلحة نووية.
تعد هذه الجولة من المفاوضات بين غروسي والمسؤولين الإيرانيين واحدة من آخر الفرص المتاحة لإحياء الدبلوماسية قبل تصاعد الأزمات. ويشدد غروسي على ضرورة البحث عن حلول دبلوماسية في ظل الأوضاع الدولية المتوترة، حيث بدأت هوامش المناورة تتقلص. وفي الوقت نفسه، تتصاعد الأصوات في إيران التي تطالب بإعادة النظر في السياسة النووية للبلاد، حتى أن بعض أعضاء البرلمان الإيراني طالبوا المرشد الأعلى علي خامنئي بمراجعة فتواه التي تحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل.
14/11/2024