بعد تداول تقارير إعلامية عن تقدم في مشاورات غير معلنة بوساطة سلطنة عمان لإعادة العلاقات بين المغرب وإيران، نشرت وسائل إعلام إيرانية صورة لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإيراني عباس عراقجي خلال حضورهما منتدى تحالف الحضارات في العاصمة البرتغالية لشبونة. رغم ذلك، لم تشر التقارير إلى لقاء رسمي بينهما على هامش المنتدى، لكن محللين يرون أن الصورة تحمل دلالات رمزية على تقارب محتمل، مشروط بدعم إيران لوحدة المغرب الترابية ووقف دعمها للبوليساريو.
المحللون أكدوا أن أي تقارب بين البلدين يستلزم تلبية شروط مغربية واضحة، أبرزها اعتراف إيران بسيادة المغرب على الصحراء، وقطع دعمها المالي والعسكري للجبهة الانفصالية. وفيما لم تنفِ الرباط أو تؤكد وجود هذه المشاورات، تتحدث تقارير عن شرط إضافي يتمثل في ضمان أمن واستقرار المغرب الديني والروحي. أستاذ العلوم السياسية محمد بنطلحة الدكالي وصف الصورة بأنها تحمل إيحاءات ذات أبعاد دبلوماسية، مشيرًا إلى أن المغرب يتمسك بخطوطه الحمراء ويراعي مصالحه العليا في أي مفاوضات مع طهران.
من جانبه، رأى المحلل السياسي لحسن أقرطيط أن المشاورات إذا صحت، فستتطلب وقتًا طويلًا للتأكد من التزام إيران الكامل بالشروط المغربية. وأضاف أن تحقيق التقارب يتماشى مع التوجه الإقليمي الذي شهدته العلاقات الإيرانية مع دول خليجية كالسعودية والإمارات، لكنه أشار إلى أن إنهاء القطيعة بين المغرب وإيران سيظل مشروطًا بتوافق تام حول المصالح المغربية، خصوصًا فيما يتعلق بدعم مغربية الصحراء ووقف التدخلات الإيرانية.
27/11/2024