ألقت السلطات الإسبانية القبض على ناشطة انفصالية مؤيدة لجبهة البوليساريو في جزيرة مينوركا، ضمن أرخبيل جزر البليار، بعد الاشتباه في تورطها في التحريض على أعمال إرهابية تستهدف مصالح المغرب. وكشفت التحقيقات عن محتويات إلكترونية تثبت نشرها دعوات للجهاد ضد المغرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تحضيرها لعمليات إرهابية باستخدام مواد جمعتها من مصادر مختلفة، مما أثار جدلًا حول مدى تصاعد الأنشطة المتطرفة المرتبطة بالجبهة الانفصالية.
هذه الحادثة تسلط الضوء على الروابط المقلقة بين البوليساريو والجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي. وأشار خبراء إلى تواطؤ زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، أبو الوليد الصحراوي، الذي نشأ في مخيمات تندوف وكان مسؤولًا عن هجمات دامية قبل مقتله عام 2021. ويرى محللون أن التحريض على العنف من قبل قيادات الجبهة أسهم في دفع عدد من شباب المخيمات إلى الانضمام للتنظيمات المسلحة، ما يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي ويفرض تحديات جديدة على دول المنطقة وأوروبا.
رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، اعتبر أن التحريض المنهجي من قبل البوليساريو على العنف والكراهية خلق بيئة خصبة لتنامي هذا الخطاب المتطرف، مشيرًا إلى حوادث مماثلة في إسبانيا كقضية فيصل ولد باهية، الذي تم تسليمه للمغرب بعد تحريضه على العنف عبر الوسائط الرقمية. وأكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن تراجع النفوذ الداخلي للبوليساريو دفعها للتعاون مع التنظيمات الإرهابية لضبط التوازنات الاجتماعية في المخيمات وتصدير الشباب إلى بؤر التوتر. هذه الوقائع، المدعومة بتقارير أممية، تبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات دولية عاجلة للحد من هذه التهديدات العابرة للحدود.
05/12/2024