في خضم الجدل الإعلامي، انتشرت إشاعات تزعم أن وكالة “بي آر ميديا”، المتخصصة في التواصل، كانت سبباً رئيسياً وراء نجاح حزب التجمع الوطني للأحرار في انتخابات 2021، وأنها ستتولى إدارة حملته في الانتخابات المقبلة. مصدر من داخل الحزب نفى هذه الادعاءات بشكل قاطع في تصريح خاص لـ”كود”، مؤكداً أن كل مهام التنسيق الداخلي تخضع لإشراف الحزب وحده، ولا نية للتعامل مع الوكالة مستقبلاً سواء في الانتخابات التشريعية أو البلدية.
تاريخياً، ارتبط اسم “بي آر ميديا” بجملة من الأزمات. فقد أصدرت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين بلاغاً سابقاً ينتقد تعاملاتها المالية التي توصف بـ”غير التقليدية”. كما أن للوكالة مشاكل قائمة مع مؤسسات حكومية كإدارة الضرائب ومكتب الصرف. ومن بين الادعاءات المتداولة، أن الوكالة تحاول الترويج لنفسها كطرف “قوي” قادر على حل مشاكل العملاء في عالم الصحافة، إلا أن شكاوى متكررة من صحفيين حول ضعف جودة خدماتها تضعف هذه الصورة.
في هذا السياق، قرر حزب التجمع الوطني للأحرار قطع العلاقات مع الوكالة، متوجهاً لتنظيم جهوده داخلياً بعيداً عن أي وساطات خارجية. مصادر مقربة أكدت أن بعض أفراد الفريق الإعلامي للحزب غادروا مواقعهم بسبب تلك العلاقة المتوترة مع الوكالة، وسط اتهامات بضعف كفاءتها واعتمادها على “تلميع الصورة” دون تقديم نتائج حقيقية. وتشير الوقائع إلى أن هذه الأزمة قد تكون بداية لكشف المزيد من التجاوزات المحيطة بالوكالة في المستقبل.
05/12/2024