يعاني التلاميذ القاطنون في الأقسام الداخلية بالمناطق الباردة بإقليم الحسيمة معاناة حقيقية بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة ، وغياب وسائل التدفئة في المؤسسات التعليمية ، هذا الوضع يحول فصول الدراسة إلى بيئة قاسية وغير ملائمة للتعلم، مما ينعكس بشكل سلبي على تركيز التلاميذ ومتابعتهم للدروس، ويحد من قدرتهم على التفاعل مع الأساتذة، وهو ما يؤدي إلى تراجع في تحصيلهم الدراسي.
تفاقم هذه الظروف غير الإنسانية معاناة التلاميذ الذين يضطرون لتحمل البرد الشديد داخل حجرات الدراسة وأماكن الإقامة الداخلية. وقد أكد عدد من الأسر أن هذه المعاناة لا تتوقف فقط عند الجانب البدني، بل تؤثر نفسيًا على التلاميذ، مما يزيد من صعوبة تحقيق نتائج تعليمية مرضية في ظل بيئة لا تشجع على التركيز أو الاستيعاب.
في هذا السياق، وجّه النائب البرلماني عبد الحق أمغار، المنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والمعارض في البرلمان، سؤالًا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وطالب أمغار باتخاذ تدابير عاجلة لتوفير وسائل التدفئة بالمؤسسات التعليمية والأقسام الداخلية في المناطق الباردة بإقليم الحسيمة، لضمان بيئة تعليمية تليق بكرامة التلاميذ وتحترم حقهم في التعلم.
قال النائب البرلماني أن توفير التدفئة ليس مجرد مطلب بسيط، بل هو ضرورة أساسية لضمان بيئة تعليمية صحية وإنسانية. كما دعا إلى تسريع التدخل لمعالجة هذه الإشكالية التي تهدد جودة التعليم في هذه المناطق وتعرقل طموحات التلاميذ في بناء مستقبل أفضل.
إلى جانب هذا التحرك البرلماني، دعت العديد من الجمعيات المحلية والأسر إلى إشراك الفاعلين المدنيين في إيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة، من خلال تخصيص ميزانيات إضافية لتحسين البنية التحتية للأقسام الداخلية وتزويدها بوسائل تدفئة مناسبة.
تستمر معاناة تلاميذ المناطق الباردة، بينما يُنتظر من الجهات المسؤولة تحركًا سريعًا لتلبية هذا المطلب الإنساني والضروري، بما يضمن تحقيق العدالة التعليمية ويحفظ كرامة التلاميذ في هذه المناطق المهمشة.
03/01/2025