أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، اليوم الجمعة، اعتقال مهاجر جزائري في مدينة بريست، متورط في التحريض على تنفيذ هجمات إرهابية داخل الأراضي الفرنسية، عن طريق “الرصاص والذبح”، دعما للرئيس عبد المجيد تبون، ضد مناوئي هذا الأخير.
وفي غمرة الأزمة السياسية بين الجزائر وباريس، أعلن روتايو عن اعتقال الجزائري “يوسف زازو”، الذي “كان يدعو مجتمعه إلى ارتكاب هجمات في فرنسا”، وفق ما جاء في تغريدته عبر موقع “إكس”، موردا أنه “سيحاسب على أفعاله أمام العدالة”، وأضاف “تم القبض عليه هذا الصباح في بريست، شكراً للقضاة وقوات الأمن الذين ساهموا في هذا الاعتقال”.
والأمر يتعلق بـ”مؤثر” جزائري يبلغ من العمر 25 عاما ويعيش بشكل غير شرعي في فرنسا، وكان يتابعه عبر منصة “تيكتوك” 400 ألف شخص قبل إغلاق صفحته بسبب نشر محتوى “لا يحترم القواعد”، وفق ما أوردته وسائل إعلام باريسية.
وأوردت صحيفة “لوفيغارو” أن المعني بالأمر كان معروفًا لدى الشرطة الفرنسية بسبب تورطه في قضايا جنائية مثل سرقة السيارات ونهب المحالات التجارية، وتخريب الممتلكات، واتُخذ بحقه قرار بمغادرة الأراضي الفرنسية صادر عن سلطات إقليم فينيستر في 18 أبريل 2024.
وفي الفيديو الأول الذي نشره، هدد “يوسف زازو” بتنفيذ هجمات ضد الأشخاص الذين يتظاهرون ضد النظام الجزائري خلال احتفالات رأس السنة، وقال في الفيديو متحدثا باللغة العربية “سنجعلكم تعيشون مثل سنوات التسعينيات”، قاصدا المجازر التي ارتُكبت في حق المدنيين خلال “العشرية السوداء”، والتي توجه أصابع الاتهام بخصوصها إلى قادة الجيش.
وفي إشارة إلى دعوات الاحتجاج تحت وسم “مانيش راضي”، التي تجاوب معها العديد من جزائريي فرنسا، أورد المشتبه فيه، وفق ما نقلته عنه منابر فرنسية “سنُطلق النار عليكم، تريدون الخروج في الأول من يناير، أطلقوا النار عليهم، يجب أن نتحدث بلغة السلاح، الرئيس تبون أطلق النار عليهم، إنهم يريدون الفوضى”. وكان يقلد إطلاق النار بيديه.
وفي فيديو آخر، نُشر قبل 4 أيام، واصل المعني بالأمر تهديداته قائلا: “نحن في حالة حرب، عند أي خطوة خاطئة سنقضي عليكم”، وكان يقلد حركة الذبح بيده، وبعدها صَوّر نفسه في شوارع بريست قائلاً: “تعالوا لمواجهتنا، إذا كان لديكم شيء تقولونه نحن هنا، سنقضي عليكم وسنتبول عليكم، وسنغتصبكم ثم سنقتل أمهاتكم.. تحيا الجزائر، أنا سأقضي عليكم”.
ويأتي ذلك في فترة تعيش فيها العلاقات الفرنسية الجزائرية أسوأ مراحلها، وذلك منذ قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المُعبر عنه في رسالة إلى الملك محمد السادس نهاية يوليوز الماضي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلائه العرش، دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، واعتبار أن “حاضر ومستقبل المنطقة يندرجان تحت السيادة المغربية”.
وفي خطابه أمام أعضاء غرفتي البرلمان، يوم الأحد الماضي، تهم الرئيس عبد المجيد تبون فرنسا ببعث الكاتب المعتقل حاليا من طرف السلطات الجزائرية، بوعلام صنصال، من أجل “تفكيك البلاد”، موردا أن الأمر يتعلق بـ”لص مجهول الأب ومجهول الهوية، تم بعثه ليقول إن نصف الجزائر كانت تابعة لدولة أخرى”، في إشارة إلى المغرب.
كواليس الريف: متابعة
03/01/2025