المغربية ليلى إدريس الحاج محمد المتحدرة من مليلية تحقق إنجازاً استثنائياً بعد وصولها إلى قيادة الشرطة الوطنية بخاين الإسبانية

في إنجاز غير مسبوق يعكس التقدم الذي تحرزه المرأة في المناصب القيادية الأمنية، تستعد الريفية المليليّة السيدة ليلى إدريس الحاج محمد لتولي منصبها الجديد كرئيسة لمفوضية الشرطة الإقليمية في خاين بإسبانيا .

المراسم الرسمية لتولي المنصب ستُقام يوم الخميس المقبل، 9 يناير الجاري ، في قاعة العرش بمبنى مندوب الحكومة الإسبانية في خاين، بحضور شخصيات مرموقة مثل مندوب حكومة إسبانيا في الأندلس، السيد بيدرو فرنانديز بينالفير، ورئيس الشرطة في شرق الأندلس، السيد لويس خيسوس إستيبان ليزاون، بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات الأمنية والسياسية.

تنحدر السيدة ليلى إدريس من أصول ريفية مغربية وتحديداً من مدينة مليلية المحتلة، حيث التحقت بجهاز الشرطة الوطنية الإسبانية عام 1995. خلال ما يقارب ثلاثة عقود، شغلت مناصب متنوعة أثبتت فيها كفاءتها وقدرتها على تحمل المسؤوليات الكبرى.

بدأت مسيرتها المهنية في لاس بالماس ضمن وحدة مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، حيث عملت لمدة ست سنوات. وفي عام 2004، انتقلت إلى القيادة العليا للأندلس الشرقية، حيث أدت مهام متعددة أكسبتها خبرات واسعة.

في عام 2007، تم اختيارها كرئيسة للبعثة الإسبانية في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي، وهو منصب يعكس الثقة الكبيرة التي حظيت بها على المستوى الدولي. لاحقًا، تولت مسؤولية قسم الهجرة في موتريل كمفتشة رئيسية، قبل أن تشغل منصب رئيسة مفوضية الشرطة المحلية في أندوجار عام 2012.

في خطوة تعكس مكانتها المرموقة، تم تعيينها كمستشارة أمنية في السفارة الإسبانية بالرباط حتى أكتوبر 2017، وهي فترة تميزت بتكريمها بوسام الاستحقاق المدني من وزارة الخارجية الإسبانية تقديراً لجهودها.

بالإضافة إلى خبراتها العملية، تتمتع السيدة ليلى بمؤهلات علمية رفيعة، حيث تحمل شهادة في البصريات وقياس البصر من جامعة غرناطة، ودرجة في القانون من الجامعة الوطنية للتعليم عن بُعد (UNED)، بالإضافة إلى عدة درجات ماجستير، وتتقن أربع لغات، مما يعكس تنوع خبراتها وكفاءتها.

يمثل تعيين السيدة ليلى إدريس الحاج محمد كرئيسة للشرطة الوطنية في خاين خطوة تاريخية تسلط الضوء على دور المرأة في تحقيق التغيير الإيجابي داخل المجالات الأمنية. وبهذا الإنجاز، تصبح السيدة ليلى أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في خاين، ما يعد مصدر إلهام للنساء المغربيات عامةً والريفية خاصةً، ويؤكد أن الإصرار والكفاءة هما المفتاح للوصول إلى القمة.