يبدو أن إقالة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لسفير بلاده في موريتانيا، محمد بن عتو، جاءت في سياق توترات دبلوماسية مرتبطة بتقارب موريتانيا مع المغرب. السفير الجزائري طلب من الحكومة الموريتانية فرض عقوبات على موقع “أنباء انفو” بسبب خطه التحريري الذي لا يتماشى مع المواقف الجزائرية، وهو ما رفضته نواكشوط، معتبرة أن الأمر يمكن اللجوء فيه إلى القضاء بدلاً من التدخل الحكومي.
إقالة السفير تزامنت مع تصاعد التقارب بين المغرب وموريتانيا، خصوصًا بعد لقاء الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في الدار البيضاء، حيث تم الإعلان عن مشاريع استراتيجية مثل خط الغاز الإفريقي الأطلسي الذي يمر عبر المغرب وموريتانيا، ومبادرة تمكين دول الساحل من منفذ على المحيط الأطلسي عبر ميناء الداخلة. هذه المشاريع تتعارض مع المصالح الجزائرية، خصوصًا أن خط الغاز المغربي يُعتبر منافسًا لمشروع خط الغاز الجزائري نيجيريا-النيجر-الجزائر، الذي يواجه صعوبات.
التقارب الموريتاني المغربي والرفض القاطع من نواكشوط للتدخل الجزائري في شؤون الإعلام المحلي يبدو أنهما لعبا دورًا حاسمًا في هذا القرار الدبلوماسي المفاجئ.
04/01/2025