تعد العلاقات بين إسبانيا والمغرب في عام 2025 نقطة استراتيجية محورية، حيث تشهد المعابر البرية في سبتة ومليلية المحتلتين تغييرات كبيرة مع تنفيذ الحدود الذكية والإعلان عن بدء العمل بالجمارك.
من المتوقع أن يتم تفعيل “الحدود الذكية” في مارس من هذا العام. قامت سبتة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، فيما يعمل المغرب على إنشاء قاعدة بيانات لتسهيل عملية العبور. كما تسعى أوروبا لتنسيق عملياتها الحدودية من خلال إدخال تغييرات إلكترونية في أنظمة المراقبة، مثل تفعيل تقنية التعرف على الوجه.
في منطقة “تاراخال” الحدودية، تم تجهيز البنية التحتية بالكاميرات والأجهزة اللازمة لضمان أن تعمل الحدود بنظام جديد قبل عملية العبور السنوية الصيفية (OPE).
الجمارك التجارية، التي كانت موضع نقاش طويل، تمثل تطورًا كبيرًا في العلاقات الحدودية. ورغم غياب التصريحات الرسمية من الحكومة الإسبانية حول هذه الخطوة، فإن وسائل الإعلام تحدثت عنها، وقد أيدت الوفود الحكومية في سبتة ومليلية ضمنيًا ما تم نشره.
وأكدت “صابرينا موح”، مندوبة الحكومة في مليلية المحتلة، أن الجمارك الجديدة ستكون “بمواصفات القرن الحادي والعشرين”. ومن المتوقع في الأيام المقبلة الإعلان عن تفاصيل إجراءات العبور والبضائع المسموح بها، بالإضافة إلى توضيح ما سيحدث بخصوص نظام عبور المسافرين.
يثير النظام الجديد تساؤلات عديدة بين المواطنين، مثل ما إذا كانوا سيتمكنون من عبور بضائع مثل اللبن والمنتجات الزراعية الصغيرة، والتي كانت سابقًا تُصادر من قبل الجمارك المغربية والحرس المدني الإسباني.
يأتي عام 2025 محملاً بتحديات كبيرة لتحسين الظروف في هذه المعابر التي تُعتبر من بين الأكثر تعقيدًا وظلمًا. ورغم أن بداية يناير شهدت استمرار الطوابير الطويلة وإجراءات التفتيش المشكوك فيها، فإن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مدى نجاح هذه التغييرات.
إسبانيا والمغرب اتفقا على وضع خارطة طريق مبنية على الاحترام المتبادل، ويبقى المستقبل القريب هو الاختبار الحقيقي لهذه الرؤية المشتركة.
05/01/2025