في احتفال مهيب بعيد الفصح العسكري الذي أُقيم في القصر الملكي يوم 6 يناير 2025، خطفت الأميرة ليونور، وريثة عرش إسبانيا، الأضواء وهي تستعد لرحلة استثنائية على متن السفينة التدريبية “خوان سباستيان إلكانو”. تأخذها هذه الرحلة عبر القارة الأمريكية لتعزيز مهاراتها العسكرية واكتساب تجارب إنسانية وثقافية مميزة.
أما الملك فيليب السادس، فقد خصص جزءًا من كلمته لدعم ابنته، مستذكرًا تجربته الخاصة وتجربة والده الملك خوان كارلوس الأول على متن السفينة نفسها. أكد الملك أن هذه الرحلة ستكون واحدة من أهم التجارب في مسيرتها، قائلاً: “البحر هو مدرسة دائمة، مليء بالتحديات التي تُعلمنا الصلابة والاعتماد على النفس”. وأضاف: “القارة الأمريكية، بما تحمله من بصمة إسبانية واضحة، ستُعرّفك على ثقافات وشعوب ستُثري معرفتك وتُعزز فهمك لدورنا التاريخي”.
تصل الأميرة ليونور إلى قادس يوم 8 يناير، حيث ستنضم إلى زملائها لبدء مرحلة تدريبية على الحياة البحرية تستمر ثلاثة أيام في الميناء. وفي 11 يناير، ستنطلق الرحلة رسميًا ببرنامج مكثف يمر بمحطات عديدة تشمل سانتا كروز دي تينيريفي، مونتيفيديو، فالبارايسو، ومدينة نيويورك، بالإضافة إلى مدن أخرى مثل سانتو دومينغو وكارتاخينا دي إندياس.
لا تقتصر الرحلة على التدريب البحري، بل تتضمن أنشطة ثقافية وتاريخية، مثل زيارة المعالم الوطنية التي تعكس الإرث البحري لإسبانيا.
أكد الملك فيليب السادس أن هذه الرحلة فرصة لاستكشاف دور إسبانيا في تاريخ القارة الأمريكية. وأشار إلى أهمية التعلم من الماضي لفهم الحاضر، قائلاً: “هذا السفر ليس مجرد تدريب، بل تجربة غنية بالمعرفة والتحديات ستفيدك مدى الحياة”.
تأتي كلمات الملك في وقت تشهد فيه العلاقات الإسبانية مع بعض دول أمريكا اللاتينية توترات، حيث طالبت رئيسة المكسيك شيينباوم باعتذار إسباني عن الماضي الاستعماري. لكن الملك اختار التركيز على الجوانب الإيجابية للإرث الإسباني، داعيًا إلى الاحتفاء بالثقافة المشتركة التي تجمع بين إسبانيا ودول القارة الأمريكية.
تُعد رحلة “إلكانو” رمزًا للإرث البحري والتاريخي لإسبانيا، وهي فرصة للأميرة ليونور لاستكشاف هذا الإرث والتواصل مع تاريخ بلادها العريق. هذه التجربة ليست فقط تدريبًا بحريًا، بل أيضًا تأكيد على الدور المستمر لإسبانيا في بناء جسور بين الثقافات.
07/01/2025