يبدو أن السلطات الفرنسية اتخذت إجراءات صارمة ضد المؤثر الجزائري المعروف باسم بوعلام أو “دوالمين”، بعد تهديداته العلنية بقتل معارضين للنظام الجزائري. قرار تجريده من بطاقة الإقامة ووضعه في مركز احتجاز إداري تمهيدًا لترحيله إلى الجزائر يأتي في سياق تشديد فرنسا على تطبيق القوانين التي تحمي النظام العام وتمنع التحريض على العنف.
محافظ إقليم هيرولت أشار إلى أن هذه التهديدات تشكل خطرًا على السلم العام، مؤكدًا أن الدولة لن تتساهل مع مثل هذه التصرفات. ويبدو أن توقيف بوعلام جاء بعد شكوى رسمية من عمدة مدينة مونبلييه، مما دفع السلطات للتحرك قانونيًا، خاصة بعد انتشار الفيديو الذي وثّق تهديداته بشكل علني.
هذه الواقعة تعكس تشدد السلطات الفرنسية تجاه أي تحريض على العنف أو المساس بالأمن العام، بغض النظر عن الخلفيات السياسية للشخص المتورط.
وكانت السلطات الفرنسية، قد.ألقت كذلك ، في الأسبوع الأول من يناير 2025، القبض على ثلاثة مؤثرين جزائريين بتهم التحريض على العنف والقتل في الجزائر وفرنسا عبر فيديوهات نُشرت على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. المؤثرون هم يوسف زازو، عماد تانتان، وصوفيا بلامين، ويقيمون في مدن بريست، غرونوبل، ومونبلييه على التوالي.
يوسف زازو:
يُعتبر يوسف زازو، البالغ من العمر 25 عامًا، من أبرز المؤثرين المعتقلين، حيث يتابعه أكثر من 400 ألف شخص على منصة تيك توك. تم اعتقاله في مدينة بريست بعد نشره مقطع فيديو في 31 ديسمبر 2024، هدد فيه معارضي النظام الجزائري ودعا إلى إطلاق النار عليهم في فرنسا والجزائر إذا تظاهروا خلال احتفالات بداية العام الجديد. كما سبق أن أُدين بمشاركته في أعمال شغب هزت فرنسا عام 2023 بعد مقتل طفل على يد الشرطة، ولم يُسجن بعد استئنافه الحكم. منصة تيك توك حظرت حسابه لعدم الامتثال لقواعدها، مؤكدة أنه “لا مكان في المنصة للمنظمات أو الأشخاص العنيفين الذين يدعون إلى الكراهية”.
عماد تانتان:
في مدينة غرونوبل، اعتُقل المؤثر الجزائري عماد تانتان، البالغ من العمر 31 عامًا، بعد نشره مقاطع فيديو تدعو إلى العنف والقتل والاغتصاب في فرنسا بحق نشطاء جزائريين معارضين. وُجهت إليه تهمة “التحريض المباشر على عمل إرهابي”، ويواجه عقوبات تشمل السجن والترحيل من الأراضي الفرنسية.
صوفيا بلامين:
في مونبلييه، أوقفت السلطات المؤثرة الجزائرية صوفيا بلامين بعد نشرها مقطع فيديو يدعو إلى قتل الناشط الجزائري المعارض محمد تاجديت. تدرس السلطات الفرنسية سحب تصريح إقامتها وترحيلها.
تأتي هذه الاعتقالات في سياق توتر سياسي بين الجزائر وفرنسا، حيث تتهم الجزائر باريس بإيواء نشطاء معارضين، مما يعقد العلاقات الثنائية بين البلدين.
08/01/2025