في حادثة مروعة، انتشلت فرق الإنقاذ في جنوب أفريقيا 78 جثة من منجم ذهب غير قانوني في بلدة ستيلفونتين، الواقعة على بعد حوالي 150 كيلومترا جنوب غرب جوهانسبرغ، كما تم إنقاذ 166 شخصًا من أعماق المنجم خلال عمليات استمرت ثلاثة أيام.
وبدأت السلطات في غشت الماضي حصارا على المنجم، حيث قطعت إمدادات الغذاء والماء في محاولة لإجبار عمال المناجم غير القانونيين، المعروفين محليا بـ”الزاما زاما”، على الصعود إلى السطح، هذا الإجراء أثار انتقادات حادة من قبل نقابات العمال ومنظمات حقوق الإنسان، التي وصفته بأنه “إهمال متعمد من الدولة” تجاه أشخاص يسعون لكسب لقمة عيشهم في ظروف صعبة.
ومن بين الناجين، تم اعتقال 166 شخصا ووجهت إليهم تهم تتعلق بالتعدين غير القانوني والهجرة غير الشرعية، حيث أشارت التقارير إلى أن العديد من هؤلاء العمال ينحدرون من دول مجاورة مثل موزمبيق وزيمبابوي وليسوتو، مما يسلط الضوء على البعد الإقليمي لهذه القضية.
عملية الإنقاذ كانت معقدة، حيث استخدمت فرق الإنقاذ قفصا معدنيا أحمر اللون لنقل الناجين والجثث من عمق يصل إلى كيلومترين تحت الأرض، وقد استغرقت كل رحلة حوالي 45 دقيقة، مما يعكس التحديات الكبيرة التي واجهتها الفرق في هذا السياق.
ومن جانبه، دافع وزير التعدين، جويدي مانتاشي، عن الإجراءات المتخذة، معتبرا أن التعدين غير القانوني يشكل “هجوما على اقتصادنا من قبل أجانب في المقام الأول”، ومع ذلك، دعت أحزاب المعارضة، مثل التحالف الديمقراطي، إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الكارثة الإنسانية.
15/01/2025