في واحدة من عروض السيرك الإداري، شهدت جماعة الناظور ، مؤخرا ، مسرحية جديدة من مسرحيات تفويت الصفقات العمومية، لذوي النفوذ والقربي ، هذه المرة بمشاركة ضيوف من مدينة فاس..
الصفقة المعلومة، لترقيع بعض الأزقة ، فازت بها وبقدرة قادر شركتا “Source Bleue Grands Projets SBGP” و “ADIMPRO S.A.R.L”، اللتين شاركتا في المنافسة على صفقة جماعة الناظور شكلا فقط ، بعد استفادتهما من “الغنيمة” مسبقا ! .
طبعًا، وكأي مسرحية محترفة، كان لابد من تمرير الصفقة عبر “المنصة” لضمان الشكل القانوني، لكن الحقيقة أن كل شيء كان محسومًا منذ البداية. تمت هندسة الصفقة على مقاس الشركتين المحظوظتين…. والنتيجة ، حفنة من الملايين، مقابل ترقيع بعض الأزقة .
الكاتب العام السابق … خرج من الباب ليعود من النافذة .
الغريب في الأمر أن نجم الحكاية، هو الكاتب العام السابق للعمالة، الذي تربطه علاقات محبة خاصة جدا ببعض منتخبي جماعة الناظور، والذي أُعفي منذ أيام قليلة فقط، من مهامه ، لكن وكأن “البركة” التي خلفها في الإدارة لم تتأثر ، فالشركتان الفائزتان ليستا مجرد متنافسين عاديين، بل تعود ملكية إحداهما لأحد المقربين من الكاتب العام الفاسي ، مما يطرح السؤال التالي : هل كان من الضروري إقالة الكاتب العام ( أو إعفائه ) ، أم أن الرجل مازال يستطيع إدارة الأمور عن بُعد بكل أريحية.
الكل يتساءل: كم كان نصيب الكاتب العام السابق من هذه الكعكة الدسمة؟ هل حصل فقط على الفتات، أم أن الوليمة كانت على شرفه؟ فبما أن الصفقة “تفصل وتخاط” على المقاس، فمن الطبيعي أن يكون نصيبه مريحًا جدًا، يكفيه للاستمتاع بإجازة إدارية طويلة!
في النهاية، وبينما تتساقط شوارع الناظور تحت رحمة ترقيعات مهندَسة على الورق، يبقى السؤال: هل أصبح القانون مجرد أداة تجميلية تُستخدم عند الحاجة؟ ربما كان من الأفضل أن نُعلن رسميًا عن إدراج “تفصيل الصفقات حسب الطلب” ضمن التعديلات القانونية المقبلة، حتى لا يُرهق المسؤولون أنفسهم بعمليات الإخراج المسرحي كل مرة !.
أما سكان الناظور، فليس عليهم سوى التحلي بالصبر، لأن “ورشة ترقيع الأزقة” قد تبدأ قريبًا .. فقط، لا تسألوا عن الجودة، فالمهم أن الفواتير قد صُرفت والملايين قد استُلمت ، لمهندسي الصفقة من تحت الطاولة !.