أقر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، محمد سعد برادة، أمام مجلس النواب، بأن التعليم الأولي العمومي المجاني في المغرب يشهد تراجعًا مقلقًا، حيث انخفضت نسبة البنيات التعليمية المهيكلة من 63% في موسم 2017-2018 إلى 15% فقط في موسم 2023-2024. وأوضح أن الوزارة لم تتمكن من تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج المقررة خلال العقدين الممتدين من 1999 إلى 2018، مشيرًا إلى أن الانطلاقة الفعلية للبرنامج الوطني للتعليم الأولي لم تبدأ إلا بعد اللقاء الوطني بالصخيرات في 18 يوليوز 2018، الذي انعقد تحت الرعاية الملكية.
وأضاف برادة أن اللقاء أسفر عن اعتماد مقاربة جديدة تقوم على التنسيق والتعاون مع الجمعيات الشريكة، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شتنبر 2018 لتعزيز تنزيل الأهداف الاستراتيجية للبرنامج الوطني، خصوصًا في المناطق القروية. كما أشار إلى أن الوزارة أعدت وثيقة تم تقديمها في 2018 خلال اللقاء الوطني بالصخيرات، بناءً على تشخيص دقيق للوضعية، وبما يتماشى مع توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي أكد على ضرورة تعميم وتطوير التعليم الأولي كأولوية استراتيجية. كما تضمنت خارطة الطريق 2022-2026 التزامات واضحة في هذا الإطار.
وفيما يخص تحديات إعادة تأهيل التعليم الأولي غير المهيكل، أكد الوزير أن نسبة بنيات هذا النوع من التعليم سجلت انخفاضًا حادًا، مما استدعى العمل على تعزيز التجارب الناجحة ببعض الأكاديميات وتعميمها على باقي جهات المملكة. كما أشار إلى أن نسبة تعميم التعليم الأولي ارتفعت إلى 79% للفئة العمرية 4-5 سنوات، غير أن الوسط القروي ما زال يعاني من تحدي “الأقسام المخففة” التي تضم أقل من 15 طفلًا. وأكد أن الوزارة، بالتنسيق مع الجمعيات، شرعت في فرض حد أدنى من 15 طفلًا لفتح الأقسام الجديدة، مع تجميع الفصول لضمان استمرار الخدمة التعليمية. كما تعمل الوزارة على تحسين التخطيط المحلي وتجربة نماذج مبتكرة لتوفير التعليم الأولي في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
12/02/2025