يشهد المغرب اهتمامًا متزايدًا بتعلم اللغة الصينية، وفق ما أكده السفير الصيني بالرباط، لي تشانغ لين، في حوار صحفي، مشيرًا إلى أن هذا الاهتمام لا يقتصر على اللغة فقط، بل يشمل الثقافة والتاريخ الصينيين. وأوضح أن الصين توفر فرصًا مهنية متعددة للشباب المغاربة، ما يسهم في توسيع آفاقهم المستقبلية وتعزيز انفتاحهم على العالم. كما كشف عن وجود ثلاثة معاهد كونفشيوس في المغرب، موزعة بين الرباط والدار البيضاء وطنجة، إلى جانب مراكز ثقافية أخرى تعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدين.
وفي سياق التعاون الأكاديمي، أشار السفير إلى المنح الدراسية التي تقدمها الصين للمغاربة، والتي تتنوع بين منح تقدمها معاهد كونفشيوس، وأخرى تمنحها الجامعات الصينية، إضافة إلى دعم من المقاطعات والبلديات. وأكد أن البرامج التعليمية والتكوينية تحتل موقعًا محوريًا في العلاقات الثنائية، حيث يتم التركيز خلال الزيارات الرسمية على الفرص الدراسية التي تتيحها الصين، سواء عبر المنح أو الدراسة بتمويل ذاتي. كما أشاد بوجود عدد متزايد من المغاربة الذين يتقنون اللغة الصينية أو لديهم معرفة عميقة بالصين، واصفًا ذلك بأنه ظاهرة إيجابية تعكس مستوى الكفاءات المغربية.
من جهة أخرى، أوضح السفير أن مرحلة ما بعد الجائحة شهدت انتعاشًا في التبادلات بين البلدين، حيث استقبل المغرب وفودًا صينية، غالبيتها من الأوساط الأكاديمية، بهدف تعزيز الشراكة مع الجامعات المغربية. كما كشف عن برنامج مشترك بين جامعة اللغات الأجنبية الثانية في بكين ومعهد كونفشيوس بجامعة محمد الخامس، يهدف إلى تكوين مرشدين سياحيين مغاربة، في إطار تبادل يمتد لأربع سنوات بين المغرب والصين. واختتم حديثه بالتأكيد على أن المستقبل سيشهد تعزيزًا أكبر للتعاون في مجالات التعليم والثقافة والاقتصاد، من خلال شراكة متبادلة تسهم في تطوير قدرات الشباب في البلدين وتمكينهم من الانفتاح على العالم.
13/02/2025