في خطوة نوعية تعكس التوجه نحو تعزيز التكامل الإقليمي بين إفريقيا وأوروبا، فازت الشركة الإسبانية هيرينكنيشت إيبيريكا بعقد إجراء دراسة جدوى لمشروع نفق السكك الحديدية العابر لمضيق جبل طارق، والذي سيربط بين المغرب وإسبانيا، ليكون من بين المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للنقل بين القارتين.
تُعد هيرينكنيشت إيبيريكا من الشركات الرائدة عالميًا في تكنولوجيا حفر الأنفاق، حيث تمتلك خبرة واسعة في تصميم وتوريد وتشغيل آلات الحفر العملاقة المستخدمة في المشاريع الضخمة. ومن خلال إجراء هذه الدراسة التقنية المتقدمة، ستوفر الشركة تقييمًا دقيقًا للعوامل الجيولوجية والهندسية والبيئية، مما سيساعد على تحديد أفضل الحلول التقنية لتنفيذ النفق بشكل فعال وآمن ومستدام.
يُعد هذا المشروع حجر أساس في تعزيز التبادل التجاري وحركة المسافرين بين المغرب وإسبانيا، إذ من المتوقع أن يُسهم بشكل مباشر في تحسين الربط القاري، وجعل التنقل بين القارتين أكثر سهولة وسرعة، مما سيعزز التجارة الدولية ويشجع الاستثمارات المشتركة بين الضفتين.
من المتوقع أن تكتمل الدراسة التقنية بحلول يونيو 2025، مما سيشكل نقطة انطلاق رئيسية لاتخاذ القرارات المستقبلية حول تنفيذ المشروع. وإذا تم تنفيذه، فسيُحدث ثورة في قطاع النقل العابر للحدود، مما يعزز من التكامل الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين.
يأتي هذا المشروع في إطار الرؤية الطموحة لتعزيز الربط القاري، حيث سيُوفر بديلاً مستدامًا وصديقًا للبيئة لنقل الركاب والبضائع عبر مضيق جبل طارق، مما سيقلل من الاعتماد على النقل البحري والجوي، ويعزز من التنمية الاقتصادية والسياحية في المنطقة.
يُعد مشروع نفق السكك الحديدية بين المغرب وإسبانيا خطوة نحو مستقبل أكثر اتصالًا واستدامة، حيث يُمثل نقلة نوعية في مجال البنية التحتية للنقل العابر للقارات، ويفتح المجال أمام فرص اقتصادية وتجارية وسياحية غير مسبوقة، مما يعزز من مكانة المنطقة كمركز استراتيجي عالمي في الربط بين أوروبا وإفريقيا.
14/02/2025