في مشهد لافت للأنظار، أثار الوفد الجزائري استغراب المتابعين بعد احتفاله المبالغ فيه بحصوله على منصب إداري داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي، وهو منصب لا يتمتع بتأثير فعلي على القرارات الاستراتيجية للمنظمة. هذا الاحتفال، الذي بدا غير متناسب مع طبيعة المنصب، يعكس حجم التحديات التي تواجهها الدبلوماسية الجزائرية في القارة، ومحاولاتها المستمرة لصناعة انتصارات رمزية تعوض إخفاقاتها المتكررة.
وعلى عكس الاحتفال الجزائري، لم يظهر وفد جيبوتي نفس الحماس رغم فوز وزير خارجيتها محمود علي يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي خلفًا للتشادي موسى فكي. كما نال الدبلوماسي المغربي فتح الله السجلماسي منصب المدير العام للمفوضية الإفريقية، وهو منصب أكثر أهمية وتأثيرًا. في المقابل، لم تحقق الجزائر سوى منصب إداري محدود التأثير، وهو ذات المنصب الذي كانت تشغله رواندا سابقًا، مما يسلط الضوء على تراجع نفوذها داخل المنظمة الإفريقية.
ويرى مراقبون أن هذا الاحتفال الجزائري المبالغ فيه يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها دبلوماسيتها مؤخرًا، مشيرين إلى أن التصويت داخل الاتحاد الإفريقي يتم بناءً على اعتبارات متعددة، وليس مجرد تنافس بين المغرب والجزائر. كما أكدوا أن المغرب خاض الانتخابات بدافع استراتيجي، في ظل عدم مشاركة بعض حلفائه في عملية التصويت. وبالمقابل، خرج المغرب منتصرًا من قمة الاتحاد الإفريقي، التي لم تتطرق إلى ملف الصحراء المغربية، في وقت فقدت فيه الجزائر العديد من المناصب البارزة التي كانت تحتكرها سابقًا داخل المنظمة.
18/02/2025