في كشف علمي بارز، تمكّن فريق من العلماء من العثور على أقدم متحجّرة لعظم فخذ ديناصور “سيرابودا” في جبال الأطلس المتوسط بالمغرب. ويعود تاريخ هذه المتحجّرة إلى حوالي 168 مليون سنة، مما يجعلها الأقدم من نوعها في العالم، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة علمية متخصصة.
يُعتبر هذا الاكتشاف تحولًا مهمًا في فهم تطور الديناصورات، خاصة أن ديناصورات “سيرابودا” – المعروفة بأحجامها الضخمة وأعناقها الطويلة – كانت تُعتبر أكثر انتشارًا في العصر الطباشيري. ومع ذلك، فإن العثور على هذه المتحجّرة يثبت وجودها في العصر الجوراسي الأوسط، مما يغير تصورات العلماء حول تطور هذه الكائنات العملاقة وانتشارها الجغرافي.
عُثر على العينة في منطقة بولمان، حيث أجرى فريق من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، وجامعة برمنغهام البريطانية، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس أبحاثًا مكثفة لدراسة العينة وتحديد عمرها بدقة.
على عكس التأريخ بالكربون المشعّ، الذي يُستخدم عادة للعينات التي لا يتجاوز عمرها 50 ألف سنة، اعتمد العلماء على تحليل الطبقات الجيولوجية للصخور التي احتوت المتحجّرة. كما استخدموا دراسة الأحافير الدقيقة المحيطة بها، والتي توفر مؤشرًا زمنيًا دقيقًا عن الحقبة التي تعود إليها.
يُساهم هذا الاكتشاف في سد الفجوات العلمية حول تطور الديناصورات العملاقة، حيث كانت معظم الأدلة السابقة تعتمد على آثار أقدام متحجرة، وليس على بقايا عظام فعلية. كما يُثير تساؤلات جديدة حول البيئة التي عاشت فيها هذه الكائنات في شمال إفريقيا خلال العصر الجوراسي.
هذا الاكتشاف يضع المغرب في صدارة الدول التي تساهم في فهم تاريخ الحياة على الأرض، ويُعزز من مكانته كواحد من أبرز المواقع الجيولوجية لاكتشاف الديناصورات في العالم.
27/03/2025