تمكن الحرس المدني الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في تهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا عبر نهر الوادي الكبير، حيث تم القبض على 23 شخصا، بينهم زعيم الشبكة المعروف بلقب “تارتا”، خلال عملية أمنية موسعة شملت مقاطعتي إشبيلية وقادس، مع تركيز خاص على بلدة ليبريخا، التي كانت مركزا رئيسيا لأنشطتهم غير القانونية.
وكشفت التحقيقات أن الشبكة كانت تعمل بأسلوب احترافي ومنظم، إذ كان زعيمها يشرف بشكل مباشر على العمليات اللوجستية ويدير تهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر قوارب سريعة، إضافة إلى تأمين إمدادات الوقود لهذه القوارب على امتداد نهر الوادي الكبير، حيث أسفرت المداهمات عن ضبط 452 كيلوجراما من الحشيش و22,406 لترات من البنزين، بالإضافة إلى استعادة سيارتين مسروقتين كانتا تستخدمان في نقل المخدرات.
وتم تنفيذ 20 عملية تفتيش لمنازل في عدة مدن، أبرزها ليبريخا وسان روكي وإل بالمار دي ترويا وسانلوكار دي باراميدا وروتا، حيث عثر على معدات متطورة تشمل أنظمة تحديد المواقع الجغرافية، وكاميرات مراقبة، وهواتف فضائية، مما يدل على البنية التحتية المتقدمة التي كانت تعتمد عليها الشبكة في أنشطتها. كما تمت مصادرة ثلاثة قوارب مزودة بمحركات بقوة 300 حصان لكل منها، ومبلغ مالي قدره 54,840 يورو نقدا.
وانطلقت التحقيقات في أبريل الماضي بعد رصد نشاط مشبوه لشبكة إجرامية متورطة في سرقة المركبات الفاخرة واستخدامها في عمليات التهريب، حيث تبين أن العصابة تعتمد على مخابئ سرية لتخزين المخدرات والوقود قبل تهريبها، وأكدت الأجهزة الأمنية أن المنظمة كانت تعمل وفق هيكل هرمي واضح، حيث يؤدي كل فرد دورًا محددًا ضمن شبكة مترابطة قادرة على تنفيذ عمليات تهريب واسعة النطاق بين المغرب وإسبانيا.
29/03/2025