في ظل رفض وزارة الداخلية صرف الدعم العمومي لحزبه، وجّه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، دعوة إلى أعضاء الحزب ومتعاطفيه من أجل المساهمة المالية في تنظيم المؤتمر الوطني العادي التاسع، المرتقب افتتاحه يوم السبت المقبل بمدينة بوزنيقة. وأعلن ابن كيران أن الداخلية امتنعت عن منح الحزب مبلغ 130 مليون سنتيم، مبررة ذلك باعتبارات إدارية تتعلق بقانونية المؤتمر الاستثنائي السابق، والذي ترى الوزارة أنه كان ينبغي أن يكون مؤتمراً عادياً، ما يسقط أحقية الحزب في الدعم العمومي المرتبط بتنظيم المؤتمرات.
وفي كلمة بثتها صفحات الحزب على منصات التواصل الاجتماعي، أوضح ابن كيران أن قيادة الحزب قررت مواجهة هذا التحدي بتمويل ذاتي خالص، اعتماداً على إمكانيات الحزب وأعضائه. وأضاف قائلاً: “عندنا شي بركة في الميزانية ديالنا غادي نعونو بها”، مشدداً على أن الحزب سيحاول معالجة هذه الإشكالية مع الداخلية بطرق ودية وإدارية، دون اللجوء إلى التصعيد. وأشار إلى أن الوضعية الراهنة تستدعي قدراً أكبر من “التضحية السياسية” من طرف المناضلين، في مقدمتها الإنفاق الشخصي لدعم مؤسسات الحزب.
وبخصوص حملة التبرعات، كشف ابن كيران أنه التزم بدفع 5000 درهم شهرياً، رغم أن القانون يُلزمه فقط بـ3000 درهم، مشيراً إلى أن عدد الملتزمين فعلياً لم يتجاوز 30 شخصاً، ساهموا مجتمِعين بمبلغ لا يتجاوز 30 ألف درهم شهرياً. وأوضح أن المساهمات التحضيرية للمؤتمر تراوحت بين 50 و50 ألف درهم، لكنه أكد أن “قيمة التبرعات لا تهمني بقدر ما يهمني التجاوب والروح العالية التي لمستها لدى المناضلين”، معتبراً أن ذلك يعكس وفاءً مبدئياً يستحق التنويه. كما أكد أن كلفة المؤتمر تناهز 3.5 ملايين درهم، مبرزاً التحدي المالي الكبير الذي يخوضه الحزب في ظل عزوف الدولة عن دعمه، ورافعاً شعار “الاعتماد على الذات” في هذه المرحلة المفصلية من مسيرته السياسية.
24/04/2025