في مشهد لا يخلو من الدراما، حطّت قبل لحظات بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء طائرة الخطوط الملكية المغربية رقم AT811 قادمة من فرانكفورت، وعلى متنها شخصية كانت يومًا ما تلهب مدرجات كرة القدم وتتصدر عناوين السياسة… محمد بودريقة، الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي والنائب البرلماني السابق، يعود إلى أرض الوطن، لكن هذه المرة مكبلًا وتحت حراسة أمنية مشددة.
رحلة العودة لم تكن اختيارية. فبودريقة، الذي شغل سابقًا منصب نائب برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيسًا لمقاطعة مرس السلطان، تم ترحيله من ألمانيا بعد موافقة النيابة العامة بهامبورغ على تسليمه، استجابة لمذكرة بحث دولية صادرة في حقه، على خلفية اتهامات ثقيلة تتعلق بالنصب، الاحتيال، وإصدار شيكات بدون رصيد.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد جرى تسليمه رسميًا من قبل عناصر الأمن الألماني لنظيرتها المغربية فور وصوله، وسط إجراءات قانونية دقيقة. وسينقل مباشرة إلى سجن عكاشة، حيث من المرتقب أن يقضي ليلته الأولى، قبل المثول أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.
وكانت السلطات الألمانية قد أوقفته قبل أشهر بمطار هامبورغ، في لحظة مفاجئة لم يتوقعها أكثر المتفائلين بمستقبله السياسي والرياضي، خصوصًا بعدما تم عزله من رئاسة المقاطعة بدعوى غياب مستمر برّره بظروف صحية ومعالجة في لندن.
هكذا تنقلب الكراسي، ويعود بودريقة، الذي لطالما ملأ الساحات بشعبيته، إلى الواجهة… لكن في مشهد مختلف كليًا، مشهد يُنتظر أن يُكتب فيه فصل جديد من دراما السياسة والرياضة في المغرب.
24/04/2025
