في مشهد إنساني مؤثر، استقبلت مندوبة الحكومة بمدينة مليلية المحتلة، السيدة صابرينا موح، ابن المدينة مصطفى الطويل ميمون، الحارس المدني المغربي وعضو فرقة السباحة والتدخل والإنقاذ التابعة لقيادة الحرس المدني، وذلك تكريمًا له على تدخله البطولي لإنقاذ حياتَي مهاجرين كانا يصارعان الموت في عرض البحر.
وجرت عملية الإنقاذ يوم الأربعاء 30 أبريل في ظروف مناخية استثنائية، اتسمت بأمواج عاتية ورياح قوية زادت من تعقيد المهمة. وقد استمرت العملية لساعات طويلة من الليل حتى الصباح، حيث تمكن الطويل من إنقاذ المهاجر الأول قرابة الساعة الخامسة فجرًا، فيما أُخرج الثاني من المياه في حدود السابعة والنصف صباحًا، بعد عدة محاولات محفوفة بالمخاطر. وقد تم نقل المهاجرَين إلى المستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات الضرورية، إذ ظهرت عليهما أعراض حادة لانخفاض درجة حرارة الجسم نتيجة البرد الشديد.
وخلال حفل الاستقبال الذي حضره كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، من ضمنهم القائد العام للحرس المدني، الكولونيل خيسوس رويدا، والمقدم أرتورو أورتيغا، أعربت مندوبة الحكومة المغربية الأصل عن فخرها واعتزازها بما قام به مصطفى الطويل، قائلة: “ما قام به ابن (جلدتنا) ليس مجرد تدخل مهني، بل هو عمل بطولي يجسد أسمى معاني التضحية والالتزام في خدمة الإنسانية”.
وأضافت موح: “في لحظة فارقة بين الحياة والموت، أبان الطويل عن شجاعة نادرة واستعداد جسدي ونفسي استثنائي، ما يعكس احترافية عالية قل نظيرها. نحن فخورون بأن يكون بيننا عناصر أمن من هذا المستوى، يحمون الأرواح في أصعب الظروف”.
كما حرصت المسؤولة الحكومية على الإشادة بجهود باقي أعضاء الفريق البحري للحرس المدني، الذين أبانوا بدورهم عن انسجام وتفانٍ كبيرين خلال العملية، مؤكدة أن نجاح هذه المهمة يعكس العمل الجماعي والتنسيق المحكم بين مختلف الوحدات.
ويأتي هذا التكريم ليؤكد مرة أخرى الدور الإنساني النبيل الذي يمكن أن تؤديه الكفاءات المغربية، حتى في مؤسسات خارج الوطن، متى توفرت الإرادة وروح المسؤولية والانتماء.
09/05/2025
