تمسمان – كواليس الريف:
بينما تصدح أصوات السكان عطشاً وتكدّس النفايات يزكم الأنوف، اختار مجلس جماعة كرونة “تمسمان” بإقليم الدريوش، أن يسبح عكس التيار ، ففي سابقة غريبة لا تخلو من التهكم، إلتأم المجلس في دورته العادية لشهر ماي ، ليُخرج من جعبته جدول أعمال بدا وكأنه قادم من كوكب آخر: توحيد لون واجهات المنازل ! وكأنّ الجدران الملونة ستروي عطش السكان أو تمتص روائح الأزبال المتراكمة!
ولم تقف المفاجآت عند هذا الحد، إذ صادق المجلس على اتفاقية شراكة مع جمعية يرأسها أحد المقرّبين من الرئيس الفتاحي ، شخصية تحوم حولها شبهات في ملفات تعميرية غامضة ورخص بناء قيل إن الحصول عليها لا يمر إلا عبر دهاليز “الوساطات”.
ردود الفعل لم تتأخر، فقد عجّت الساحة المحلية بانتقادات لاذعة، اعتبر فيها كثيرون أن المجلس اختار “تلميع الصورة” على حساب القضايا الحقيقية التي تنهش جسد الجماعة … من انقطاعات الماء المتكررة، إلى سوق أسبوعي مهترئ لا يليق حتى بالبهائم، وصولاً إلى ملعب جماعي بلا روح ولا تجهيز، ومركز متعدد الخدمات تحول من حلم إلى “أطلال إسمنتية”.
الساكنة، التي ضاقت ذرعاً بقرارات المجلس، لم تجد بدا سوى توجيه نداءات استغاثة إلى عامل الإقليم ووزارة الداخلية، مطالبة بفتح ملفات التدبير المحلي ومحاسبة من حولوا الجماعة إلى ضيعة خاصة، حيث تُمرّر المشاريع بـ”الهوى والمزاج”، لا بالحاجة والتنمية.
في تمسمان، الجدران تُطلى… والكرامة تُهدر.
09/05/2025
