وجّهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إنذاراً رسمياً إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على خلفية خروقات مسجلة ضمن سلسلة فكاهية بعنوان “سعادة المدير” عُرضت خلال شهر رمضان الماضي على القناة “الأولى”. القرار، الصادر عن المجلس الأعلى للهيئة بتاريخ 8 ماي 2025، جاء إثر رصد إدراج محتوى إشهاري بشكل غير معلن داخل السياق التخييلي للسلسلة، وهو ما اعتبرته الهيئة تجاوزاً صريحاً للضوابط القانونية والمهنية المنصوص عليها في دفتر التحملات.
وأبرز تقرير الهيئة أن الحلقات تضمنت تكراراً لافتاً لاسم المؤسسة الراعية، مقروناً بعبارات ترويجية واضحة، فضلاً عن تقديم معلومات دقيقة حول عروض تجارية وخدماتية لتلك المؤسسة، مما حول بعض مشاهد السلسلة إلى فضاء دعائي مقنّع. هذا الدمج غير المعلن للمحتوى التجاري، حسب المجلس الأعلى، يمثل إخلالاً بحق المشاهد في التمييز بين الإبداع الفني والإشهار، ويطرح إشكالاً أخلاقياً ومهنياً يتعلق بوضوح الرسالة الإعلامية واستقلالية مضمونها.
وفي ختام مداولاته، أكد المجلس أن الفصل بين العمل التخييلي والمادة الإشهارية هو من مرتكزات الخدمة العمومية، محذّراً من أي إخلال قد يُغيب شفافية المضامين المعروضة أمام الجمهور. وبناء عليه، تقرر توجيه إنذار رسمي للشركة الوطنية، مع الأمر بنشر القرار في الجريدة الرسمية، ترسيخاً لمبدأ المحاسبة واحتراماً للقواعد المنظمة للإنتاج والبث السمعي البصري. هذا القرار يعيد إلى الواجهة جدلاً قديماً متجدداً حول حدود التداخل بين الفن والدعاية، خاصة خلال المواسم الرمضانية التي تشهد نسب مشاهدة قياسية.
17/05/2025