أثار حادث إطلاق نار من قبل جنود إسرائيليين باتجاه وفد دبلوماسي يزور مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة موجة استنكار واسعة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول مثل اليابان وكندا، بعد تداول مقطع مصور يُظهر جنديين يصوبان أسلحتهما نحو الوفد، الذي ضم دبلوماسيين من فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، روسيا، كندا، تركيا، اليابان، مصر، البرازيل، الهند وتشيلي، إلى جانب السفير المغربي لدى فلسطين. الزيارة نظّمتها السلطة الفلسطينية لتسليط الضوء على الأوضاع الميدانية، غير أن الجيش الإسرائيلي برر التصرف بـ”انحراف” الوفد عن المسار المسموح به، وهو ما استدعى إطلاق أعيرة تحذيرية، بحسب روايته.
الحكومات المعنية سارعت إلى التنديد بالحادث، إذ استدعت كندا السفير الإسرائيلي في أوتاوا، ووصفت الواقعة بأنها “غير مقبولة تمامًا”، بينما طالبت اليابان بتوضيحات رسمية واعتبرت ما حدث “مؤسفًا ولا ينبغي أن يتكرر”. من جانبها، شددت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين أمر “غير مقبول”، داعية إلى تحقيق شفاف، وهو ما طالب به كذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. كما دانت عدة دول أوروبية وعربية الواقعة، وأعلنت عواصم من بينها باريس وروما ومدريد نيتها استدعاء السفراء الإسرائيليين لديها.
يأتي هذا التصعيد في خضم تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الحرب المستمرة على غزة، حيث أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده لوقف مؤقت لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، فيما دخلت 100 شاحنة مساعدات إلى القطاع للمرة الأولى منذ أسابيع. في الوقت ذاته، تواصلت الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 19 شخصًا فجر الأربعاء، بينهم رضيع، كما تم استهداف مستشفى العودة شمالي القطاع. وارتفع عدد قتلى الحرب إلى أكثر من 53 ألف شخص وفق أرقام وزارة الصحة في غزة، وسط استمرار القصف وتفاقم الكارثة الإنسانية.
22/05/2025