باشرت الهيئة الوطنية للمعلومات المالية تحقيقات معمقة حول شبهات تبييض أموال مرتبطة بعمليات بيع لوحات فنية وتحف نادرة في مزادات علنية بكل من مراكش وطنجة، بعد تلقيها إشعارات وبلاغات من جهات مجهولة أثارت شبهات حول شرعية أموال ضخمة تتدفق عبر هذه المزادات. وبحسب ما صرحت مصادر ـ”كواليس الريف”، فقد أُثيرت مؤشرات مقلقة تفيد باستغلال المزادات الراقية كواجهة لإضفاء طابع قانوني على أموال مجهولة المصدر، ما دفع الهيئة إلى استنفار مصالحها للتحقيق في هذه العمليات.
وتتركز التحقيقات حالياً حول تحويلات مالية مشبوهة وبيوعات تمت داخل دور مزادات فنية، بعضها تملكه جهات أجنبية مستقرة بالمغرب. وتشمل العملية مراجعة دقيقة للسجلات المحاسبية ووثائق السنوات الأربع الماضية، بالتنسيق مع المديرية العامة للضرائب ومكتب الصرف، لتعقب مسار الأموال المتأتية من تلك المعاملات، لا سيما تلك المحوّلة إلى فرنسا. كما يخضع مندوبو المزادات لتدقيق في تقاريرهم التي تتضمن أسماء البائعين والمشترين وقيم الأعمال الفنية، بهدف مقارنتها مع التصريحات الضريبية المقدمة من قبل الشركات المسيرة.
وفي سياق متصل، تزداد المخاوف من تنامي استخدام المنصات الرقمية مثل “آرت شوب ماروك” في تسويق أعمال فنية، بعضها مقلد، خارج رقابة المصالح الجبائية، ما قد يفتح المجال أمام تبييض أموال عبر قنوات يصعب تتبعها. وكشفت المصادر ذاتها أن الهيئة تعتزم طلب معطيات دقيقة من نظرائها الأوروبيين حول الوضعية القانونية والمالية لأصحاب دور مزادات أجنبية تنشط بالمغرب، خاصة بعد ظهور معطيات تربط إحداها بعمليات تهرب ضريبي قيد التحقيق في فرنسا، وذلك في إطار جهود المغرب للتماهي مع الممارسات الدولية في محاربة التهرب وتبييض الأموال في سوق الفن.
22/05/2025