الناظور – كواليس الريف
في خطوة تروم تعزيز مكانتها في السوق الدولية وتوسيع آفاق اشتغالها، أعلنت وحدة “زكامين” لتنقية القمرون، الكائنة بميناء بني أنصار بإقليم الناظور، عن دخولها مرحلة جديدة من التطوير الإنتاجي، عقب توقيع شراكة استراتيجية مع مجموعة إسبانية-هولندية مرموقة، تُعد من بين الأسماء الكبرى في مجال تثمين المنتجات البحرية على المستوى الأوروبي والعالمي.
وتفتح هذه الشراكة آفاقًا واعدة أمام الوحدة التي تُشغل حاليًا أزيد من 600 عاملة، مع التوجه نحو رفع عدد اليد العاملة خلال الأشهر المقبلة، بفضل الدينامية الاقتصادية الجديدة والتوسعات المنتظرة. وتهدف الاتفاقية إلى إدماج تقنيات متطورة، وتنويع سلاسل الإنتاج، بما يتماشى مع متطلبات الجودة العالمية والطلب المتنامي على القمرون المستورد من دول البينولوكس، خصوصًا هولندا، لمعالجته محليًا ثم إعادة تصديره.
ويأتي هذا التحول في سياق وطني وإقليمي حساس، إذ تحاول المنطقة تجاوز التداعيات الاقتصادية واجتماعية الناجمة عن إغلاق المعابر الحدودية مع مدينة مليلية المحتلة، وهو ما تسبب في توقف عدد من الأنشطة غير المهيكلة، وعلى رأسها “التهريب المعيشي”، الذي كانت تعتمد عليه مئات النساء المعروفات إعلاميًا بـ”النساء الحملات”. وتبرز “زكامين” في هذا الصدد كنموذج واعد للإدماج الاقتصادي والاجتماعي لهؤلاء النسوة، من خلال توفير مناصب شغل قارة، تُراعي الحد الأدنى من شروط الكرامة والعدالة الاجتماعية.
وفي أجواء يغمرها التفاؤل، تم صباح يوم الجمعة 23 ماي الجاري الإعلان الرسمي عن انطلاق هذه المرحلة الجديدة، وسط حضور وازن لممثلي الشركاء الأجانب، وأطر الوحدة، وفعاليات اقتصادية محلية، حيث أجمعت التصريحات على أهمية هذا التحول، وراهنيته في دعم النسيج الاقتصادي بالجهة الشرقية، وجعل الناظور مركزًا محوريًا في سلاسل الإنتاج البحري عالي الجودة.
وحرصت الإدارة الجديدة للوحدة على وضع أسة لهذا التغيير، باعتماد الحد الأدنى للأجور المعمول به وطنيًا، إلى جانب توفير تغطية صحية شاملة، وتحفيزات يومية قائمة على الأداء، في قطيعة تامة مع النظام السابق القائم على الأجر بالكيلوغرام. ويُنتظر أن تُسهم هذه الإجراءات في تحسين بيئة العمل، واستقطاب كفاءات جديدة، وترسيخ الثقة في المشروع كمحور اقتصادي صاعد بالمنطقة.
وفي سؤال لصحيفة “كواليس الريف” حول خلفيات التغيير الإداري الأخير، خاصة ما يتعلق بغياب مسؤول سابق يوصف بـ”الشبح”، رفض أحد التقنيين المشرفين الإدلاء بأي تصريح، مكتفيًا بالقول: “ليس لدي أي تعليق بهذا الخصوص” وهو ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام عدد من علامات الاستفهام.
وإذا كانت وحدة “زكامين” قد نجحت حتى الآن في تثبيت أقدامها محليًا، فإن الشراكة الجديدة تضعها أمام تحدٍ أكبر: التحول إلى فاعل إقليمي ودولي مؤثر في صناعة القمرون، ضمن مقاربة متوازنة تراهن على التنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفتح آفاق أوسع للنساء في سوق الشغل الكريم.