في إنجاز أمني غير مسبوق، أحبطت القوات البحرية الوطنية في السلڤادور عملية تهريب ضخمة للكوكايين، وصادرت أكثر من 6.3 أطنان من المخدر تُقدَّر قيمتها السوقية بنحو 157.4 مليون دولار. جاءت هذه العملية النوعية، التي استغرقت ثمانية أيام (من 2 إلى 10 يونيو)، على بُعد يقارب 1,000 ميل بحري (1,852 كيلومترًا) عن السواحل السلفادورية، بعد متابعة استخباراتية دقيقة وخطة محكمة نفّذها عناصر البحرية بدقة عالية.
بدأت القوات البحرية عمليات الاعتراض عندما رصدت الرادارات سفينة على بُعد 980 ميلًا بحريًا جنوب غرب «بوكانا إل كوردونسيو». وعلى متن هذه السفينة كان ثلاثة مواطنين إكوادوريين ينقلون 1,420 كيلوغرامًا من الكوكايين تُقدَّر قيمتها بنحو 35.5 مليون دولار. وبعد ساعات قليلة، وضمن القطاع البحري ذاته، جرى اعتراض سفينة ثانية تحمل ثلاثة إكوادوريين آخرين وبحوزتهم 1,650 كيلوغرامًا من الكوكايين تُقارب قيمتها 41.2 مليون دولار.
واصلت الوحدات البحرية تمشيط المنطقة لتوقف سفينة ثالثة تُدار من قبل إكوادوريَّيْن وكولومبي واحد، وكانت محمّلة بـ 1,630 كيلوغرامًا من الكوكايين تقدَّر قيمتها بـ 40.7 مليون دولار. وأثناء عملية نقل هذه الحمولة غير المشروعة، ظهر قارب دعم سريع يُستخدم كحلقة وصل لتوزيع المخدرات، فتمّت ملاحقته واعتراضه، وأُلقي القبض على ثلاثة مهربين مكسيكيين كانوا على متنه.
اختُتمت سلسلة العمليات باعتراض سفينة خامسة تحمل ثلاثة غواتيماليين واثنَيْن من الإكوادور. وقد ضُبط بحوزتهم 1,600 كيلوغرام من الكوكايين تُقدَّر قيمتها بـ 40 مليون دولار. وبذلك ارتفع إجمالي المضبوطات إلى أكثر من 6.3 أطنان موزّعة على خمس سفن، فيما بلغ عدد الموقوفين 17 شخصًا من أربع جنسيات (الإكوادورية، الكولومبية، المكسيكية والغواتيمالية).
وزارة الدفاع السلڤادورية أوضحت، في بيانها عقب العملية، أن التنسيق المحكم بين وحدات الاستطلاع البحري ومراكز القيادة الساحلية، إلى جانب تبادل المعلومات مع وكالات دولية متخصصة، كان عنصرًا حاسمًا في تحقيق هذا النجاح اللافت. وأكدت الوزارة أن هذه الضربة تمثل رسالة قوية إلى شبكات التهريب مفادها أن المياه الإقليمية السلڤادورية ليست ملاذًا آمنًا للجريمة المنظمة.
يُذكر أن السلڤادور كثّفت، خلال السنوات الأخيرة، جهودها في مكافحة تهريب المخدرات عبر تعزيز قدرات أسطولها البحري ورفع مستوى التدريب والتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين. وتعدّ هذه العملية أكبر مصادرة للكوكايين في تاريخ البلاد، ما يرسّخ مكانة البحرية السلفادورية كشريك فعّال في الحرب العالمية على المخدرات ويبرز التزام الحكومة بحماية أمنها القومي وإحباط أي نشاط إجرامي يهدّد استقرار المنطقة.
— تدوينة رئيس جمهورية السلفادور :