ظهرت حسناء طالب كوميض مفاجئ قلب المعادلة. الشابة المغربية، ابنة مدينة خنيفرة، لم تكتف بكسر القواعد، بل أعادت رسم خريطة النجاح في واحدة من أعقد الساحات المالية بالعالم: مركز دبي المالي العالمي (DIFC). واليوم، وهي في التاسعة والعشرين فقط، تُدير محفظة استثمارية تتجاوز قيمتها 3.8 مليارات دولار — رقم يكفي ليضعها في الصفوف الأمامية بين كبار لاعبي المال الدوليين.
لكن الأرقام وحدها لا تحكي القصة. ما يجعل رحلة حسناء استثنائية حقًا هو الطريق غير المعبد الذي اختارته. لم تكن نتاج مدارس النخبة ولا دوائر النفوذ المغلقة؛ بل بنت مجدها من الصفر، مدفوعة بشغف نادر بأسواق المال. ذلك الشغف وُلد حين عبرت المحيط إلى الولايات المتحدة لإتمام دراستها، وهناك وقعت في غرام الرسوم البيانية، والمؤشرات المتراقصة، والخوارزميات التي تتنبأ بما هو قادم. تقول حسناء:
“كنت أقرأ الأسواق كما يقرأ البعض القصائد؛ في كل منحنى معنى، وفي كل تقاطع فرصة.”
في سن الثالثة والعشرين، أصبحت مليونيرة. لم يكن ذلك سوى البداية. التحقت بأسماء عملاقة مثل Morgan Stanley وNasdaq، لكنها سرعان ما أدركت أن طموحها يحتاج جناحين أوسع. فانطلقت في مغامرتها الخاصة، وأسّست Mintiply Capital، شركة سرعان ما تحوّلت إلى لاعب شرس في مجال إدارة الأصول والمصرفية الاستثمارية بدبي.
رحلتها لم تكن فقط عن المال. كانت عن الإيمان بأن الذكاء، والرؤية، والجرأة يمكن أن تصنع المعجزات — حتى في عالم لا يعترف غالبًا إلا بمن سبق .
21/06/2025