تواصل السلطات الأمنية والمحلية ببلدية بني بوعياش، التابعة لإقليم الحسيمة، انتهاج سياسة غضّ الطرف تجاه ما يجري داخل بعض مقاهي الشيشة المنتشرة في أطراف المدينة.
وقد ساهم هذا التراخي الأمني والقصور الواضح في مواجهة الخطر المحدق من هذه المقاهي، في تحوّلها إلى أوكار لتعاطي وترويج المخدرات، وسط صمت غير مبرر من الجهات المسؤولة.
والأمر المستغرب أن واحدة من هذه المقاهي، الواقعة بالقرب من القاعة المغطاة بحي ابن خلدون، والمملوكة للمدعو امحمد البقالي، أصبحت مثالًا صارخًا لهذا الانفلات. فبمجرد دخول الزائر إلى هذا “الفضاء”، تستقبله طاولة تتوسطها قنينة ويسكي، علبة صغيرة يُعتقد أنها تحتوي على الكوكايين، و”نارجيلة” لتدخين الشيشة. والأخطر من ذلك، أن صاحب المقهى لا يتردد في التصريح علنًا بأنه محمي من طرف مختلف السلطات الإقليمية، بل ويزعم أنهم يتقاضون نصيبًا من عائداته الإجرامية، الأمر الذي يثير التساؤلات: هل فعلاً يتمتع هذا الشخص بحصانة تجعل أنشطته غير قابلة للمساءلة؟
الأدهى أن المقهى تستقبل الزبائن على مدار اليوم، وتتحول مع حلول الليل إلى مركز نشط لتوزيع المخدرات القوية، حيث تبدأ السيارات والدراجات النارية في التوافد على المكان انطلاقًا من الساعة التاسعة والنصف مساءً وحتى الساعات الأولى من الصباح، في مشهد يوحي بوجود سوق مفتوح لتجارة الممنوعات وتعاطي الشيشة.
وقد كشفت معطيات مثيرة أن هذا الفضاء تحوّل أيضًا إلى وكر للدعارة، حيث يُلاحظ توافد قاصرات على المكان، ما يزيد من خطورته كمركز لانحراف متعدد الأوجه. ورغم كل هذه المعطيات الصادمة، فإن السلطات المعنية لا تزال تلتزم الصمت، في موقف يثير الريبة ويدعو إلى المساءلة.
وفي هذا السياق، عبّر عدد من المواطنين والمتابعين للشأن المحلي عن استنكارهم الشديد لهذا الصمت المريب، مستغربين امتناع السلطات الأمنية والمحلية عن التدخل لوقف هذه الأنشطة الممنوعة. ويطرح هذا الموقف الغامض العديد من علامات الاستفهام حول دور المصالح الأمنية المختصة، ومدى تورط بعض الأطراف في التستر على هذه الممارسات، خصوصًا في ظل ما يقال عن امتداد نشاط المقهى ليشمل مناطق خارج المدينة .
22/06/2025
