قبل عامٍ على دخول الاستحقاقات التشريعية لصيف 2026 منعطفها الحاسم، تتشابك الخيوط في الإقليم الهادئ ظاهريًّا والمضطرِب باطنًا … فها هو حكيم غالب، الرئيس المعزول لجماعة عين زورة، والعضو بها حاليا ، يشدّ حقائبه سياسيًّا ويستعد – وفق معلوماتٍ متقاطعة من قلب الدريوش – للعودة إلى بيته الأول “حزب التجمّع الوطني للأحرار” ، مجرّد «تسخينة» كهذه كفيلة بإرباك مراكز القيادة في حزب الاستقلال بالإقليم ، وبتحريك مياهٍ راكدة داخل المنطقة الذي صار منذ سنوات ملعبًا مفتوحًا للحسابات الصغيرة والكبيرة على حدّ سواء.
محكمة النقض كانت قد جرّدت غالب من رئاسة جماعة عين زورة وألغت انتخابه نهاية فبراير 2024، في ضربةٍ موجعةٍ لحزب الاستقلال وسنده البرلماني عبد المنعم الفتاحي .
غير أنّ الرجل أبى أن يطوي الصفحة؛ فخاض انتخاباتٍ جزئية في أبريل 2025 وعاد ظافرًا بمقعده في الدائرة 3 وسط تصفيق أنصاره وذهول الخصوم … هكذا انتقل حكيم غالب من حالة «خارج الخدمة» إلى رجلٍ يصنع الحدث محليا في عين زورة من جديد، ما حوّله بسرعة إلى «بيضة القبّان» في معادلة 2026 بجماعته .
يؤاخذ غالبُ ومجموعةٌ من منتخبي عين زورة بـ «تخلّي» حزب الاستقلال وخصوصا نائب دائرته عبد المنعم الفتاحي عنهم حين كانت المعارك على أشدّها. الوعودُ بالترافع عنهم تحوّلت – في نظرهم – إلى «شيكات بلا رصيد» تُصرف فقط في موسم الأصوات … هذه المرارة غذّت القرار الجماعي بالهجرة إلى «الحمامة»؛ حزبٌ يرونه أكثر قدرة على الحماية التنظيمية وعلى تأمين غطاءٍ حكومي في حال تشكّله مجدّدًا بعد انتخابات 2026.
لقاءاتٌ «سرّيةٌ/معلَنة» عُقدت خلال الأيام الأخيرة بين غالب ومسؤولين محليين في التجمع الوطني للأحرار داخل الإقليم ، الهدف المعلن: ترتيب بيت الجماعة قبل الإعلان الرسمي عن الالتحاق، والهدف المضمر: قطع الطريق على أي «صفقة احتياطية» قد يقترحها الاستقلال لتأجيل الانفجار.
انتقال كتلةٍ كاملة من المستشارين القرويين الإستقلاليين إلى التجمع الوطني للأحرار ، ومن مختلف الجماعات ، سيُربِك حزب الاستقلال في إعادة رسم استراتيجيته القاعدية ، حيث يراهن الفتاحي على قيدوم السياسيين الحركيين محمد الفضيلي ، الذي أصبح جسدا بلا روح سياسية ، ولا قاعدة له ، فكل من كان محسوبا عليه من منتخبي جماعات بن طيب وأمهاجر ووردانة تركوه تائها وحيدا ، يصارع أجله الحتمي، بعد أن أفل نجمه السياسي وخفت تأثيره بلا عودة ، لدرجة أصبح فيها منبوذا حتى في بيته .
مصدرٌ مقرّب من كواليس الميزان يؤكّد أنّ ترشيح الفتاحي لولاية ثانية بعد تراجع داعميه وتنامي الأصوات الغاضبة منه يضعف حظوظه بشكل كبير ، بينما أصبحت حظوظ مرشحي التجمع الوطني للأحرار في شخص عبد الله البوكيلي ، ومرشح حزب الأصالة والمعاصرة يونس أوشن ، ومرشح الحركة الشعبية ممثلا في مصطفى الخلفيوي بعد إنضمام كتلة من منتخبي الحركة الشعبية والاستقلال إلى صفه ( الأقرب للفوز بالمقاعدة الثلاثة المخصصة للإقليم ) .
22/06/2025