أعلنت فرقة الحرس المدني الإسباني عن اعتقال 18 شخصًا خلال الأيام الأخيرة في ميناء سبتة المحتلة، وحجز ما مجموعه 229 كيلوغرامًا من الحشيش، كانت مخبأة في أماكن غير متوقعة، بعضها يثير الدهشة مثل داخل غسالة منزلية.
تندرج هذه العمليات في إطار خطة خاصة أطلقتها السلطات بالتزامن مع فصل الصيف، في ظل تنامي محاولات تهريب المخدرات. وركّزت التدخلات الأمنية على مراقبة حركة الأفراد والسيارات المشبوهة العابرة للميناء.
من بين الحالات المثيرة، تم توقيف شاب مغربي (23 سنة) مقيم بإسبانيا، كان يقود شاحنة خفيفة. وبعد تفتيش دقيق، عُثر على 10 كيلوغرامات من الحشيش مخبأة داخل الجزء العلوي من غسالة، فيما تم العثور على 13.5 كيلوغرامًا أخرى في الجزء السفلي، موضوعة بطريقة توحي بأنها “وزن موازن” للآلة.
في عملية أخرى، تم توقيف شاب فرنسي (23 سنة) كان يخفي 26.5 كيلوغرامًا من الحشيش داخل عتبات سيارته الفاخرة ذات الترقيم الفرنسي.
كما تم توقيف امرأة مغربية (38 سنة) تقيم وتعمل في إسبانيا، بحوزتها 40.5 كيلوغرامًا من الحشيش مخفية في صندوق مزدوج داخل لوحة القيادة لسيارتها الفارهة.
وشهدت عمليتان متتاليتان توقيف مغربيين:
-الأول (52 عامًا) كان يخفي 53 كيلوغرامًا داخل هيكل السيارة وخزان الوقود.
-الثاني (26 عامًا) تم توقيفه وبحوزته 64 كيلوغرامًا موزعة داخل هيكل السيارة، الأبواب والخلفية.
-لم تقتصر محاولات التهريب على المركبات، إذ تم توقيف عدد من الأشخاص كانوا يخفون الحشيش ملتصقًا بأجسادهم:
-امرأة من سبتة كانت تحمل 2 كيلوغرام تحت ملابسها.
-رجل من المدينة المحتلة كان يخفي 1.85 كيلوغرام على ساقيه.
-قاصر ضبطت وهي تحمل 2.4 كيلوغرام على بطنها.
-سيدة راشدة خبّأت 2.3 كيلوغرام بالطريقة ذاتها.
في سياق متصل، تم توقيف 9 أشخاص حاولوا تهريب الحشيش عبر ابتلاعه داخل أجسامهم، ليتم بعد الإخراج حجز 14 كيلوغرامًا من المخدرات، بأوزان تتراوح بين 820 غرامًا و2.2 كيلوغرام لكل شخص. والغريب أن معظمهم مقيمون قانونيًا بإسبانيا ويعيشون في منطقة واحدة بساحل مالقة.
أفادت مصادر أمنية بأن المهربين يستخدمون كل الأماكن الممكنة داخل المركبات: العجلات، الأسقف، الأرضيات، الدواسات، خزانات الوقود، وحتى الأجهزة الكهربائية والأدوات الطبية. وسبق أن تم حجز شحنات مخبأة في أجهزة تقويم عظام.
تم تحويل جميع المحجوزات إلى قسم الصحة لتحليلها وتحديد جودتها ووزنها بدقة، وهي إجراءات ضرورية لتحديد مستوى التهم أمام النيابة العامة في إطار قضايا تمسّ بالصحة العامة.
يمر المهربون عبر ثلاث مراحل أساسية: المعابر المغربية، ميناء سبتة، ثم ميناء الجزيرة الخضراء، حيث تُجرى في كل مرحلة عمليات تفتيش دقيقة. ومع كل تلك التدابير، لا تزال محاولات التهريب مستمرة، ما يؤكد إصرار الشبكات الإجرامية على ابتكار وسائل تهريب جديدة واستغلال كل ثغرة ممكنة.